بقلم: ديم أمور
كُشف اليوم عن مواجهة حادة وغير عادية، حيث نشر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل نحو أربع ساعات منشوراً هجومياً على شبكة X الاجتماعية، اتهم فيه رئيس جهاز الشاباك رونين بار بـ"نشر تصريح مليء بالأكاذيب" ومحاولة "التغطية على أكبر فشل استخباراتي في تاريخ الدولة".
في المنشور الطويل واللاذع، فصّل نتنياهو عدة اتهامات ثقيلة ضد بار، مدعماً إياها باقتباسات من وثائق ومحاضر. الاتهام الرئيسي يتعلق بالسلوك في ليلة السابع من أكتوبر، حيث ادعى نتنياهو أن بار "لم يحذر من حرب"، "لم يوقظ رئيس الوزراء، ولا وزير الدفاع، ولم ينبه وحدات الطوارئ، ولم يأمر بإخلاء حفلة نوفا".
وأضاف نتنياهو أن بار "أمر بتجنب التصعيد حتى لا 'يخلق سوء تقدير' لدى حماس"، واقتبس من تقييم للوضع أُجري في الشاباك يوم الهجوم: "في الوقت الحالي تجنب العمليات الواسعة من جانبنا لتجنب سوء التقدير".
الاتهام الثاني الذي أثاره نتنياهو يتعلق بالسياسة تجاه غزة خلال عام 2023. وفقاً له، "بدلاً من التحذير من تهديد حماس، دفع رونين بار مراراً وتكراراً نحو تسهيلات اقتصادية لغزة، بحجة أن هذا سيؤدي إلى الهدوء. هذا ما سمح لحماس بالتسلح والهجوم". كدليل على ذلك، قدم نتنياهو اقتباساً من وثيقة خلفية من أبريل 2023، قال فيها بار: "قيادة حماس انتقدت في خطاب داخلي استراتيجية ضبط النفس في القطاع".
كما تطرق نتنياهو إلى ادعاءات متعلقة بالإجراءات القانونية الجارية ضده. وفقاً لأقواله، "رونين بار يكذب. لم يطلب رئيس الوزراء تأجيل أو إلغاء محاكمته، بل على العكس – أصر على المثول أمام المحكمة في الوقت المحدد ودون تأخير، مع المطالبة بحلول أمنية ضمن إطار القانون". لتعزيز ادعائه، قدم نتنياهو اقتباساً من اجتماع عمل مع رئيس الشاباك في نوفمبر 2024: "أنا لست مهتماً بالتأخير ولو ليوم واحد. أريد المثول هناك".
قضية أخرى أثيرت في المنشور تتعلق بالاحتجاجات ضد الحكومة. ادعى نتنياهو أنه "لم يطلب أبداً مراقبة غير قانونية" وأنه "أصر على الالتزام الصارم بالقانون، وطلب رأياً قانونياً واضحاً". الاتهام المضاد الذي أثاره نتنياهو هو أن بار هو من "فشل في حماية المسؤولين المنتخبين وسمح بالتحريض والعنف ضدهم". لدعم موقفه، اقتبس نتنياهو من اجتماع عمل مع الشاباك في يونيو 2023: "أولاً يجب تنفيذ ما هو موجود في القانون. أريد رأياً قانونياً."
في ختام المنشور الحاد، كتب نتنياهو: "الجمهور يرى الحقيقة – رونين بار فشل فشلاً ذريعاً كلف أرواحاً كثيرة – ويحاول التهرب من المسؤولية بكومة من الأكاذيب، تتحطم أمام الحقيقة الموثقة".
تشكل المواجهة العلنية بين رئيس الوزراء ورئيس الشاباك تطوراً غير مسبوق في العلاقة بين المستوى السياسي وأحد رؤساء المنظومة الأمنية، خاصة في هذه الفترة حيث لا تزال الدولة في خضم مواجهة عسكرية. حتى وقت نشر هذا المقال، لم يرد أي رد رسمي من مكتب رئيس الشاباك بشأن الاتهامات التي أثارها رئيس الوزراء.
الصورة: من الصفحة الرسمية لبنيامين نتنياهو على شبكة X
