من: ديم أمور

أعلنت السلطات في لبنان هذا الأسبوع عن حظر عرض نسخة الأكشن الحية من فيلم "سنو وايت" من إنتاج ديزني في دور السينما في جميع أنحاء البلاد. جاء القرار بعد مشاركة الممثلة الإسرائيلية غال غادوت، التي تلعب دور الملكة الشريرة في الفيلم.

وفقًا لمصادر رسمية، اتخذ وزير الداخلية اللبناني، أحمد حجار، القرار بعد تلقي طلب من هيئة الرقابة المحلية على السينما والإعلام. ويستند المنطق الرسمي إلى حقيقة أن اسم غادوت يظهر في قائمة المقاطعة الرسمية لإسرائيل في البلاد، بسبب خدمتها العسكرية في الجيش الإسرائيلي ودعمها العلني لدولة إسرائيل.

هذه الخطوة ليست استثنائية في السياسة اللبنانية. في الماضي، تم حظر عرض أفلام أخرى بطولة غادوت، بما في ذلك "المرأة العجيبة" و"موت على النيل"، للأسباب نفسها تمامًا.

غال غادوت، المعروفة بدعمها غير المشروط لإسرائيل، برزت بمواقفها خاصة منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023. في خطاب ألقته خلال قمة رابطة مكافحة التشهير في عام 2024، انتقدت غادوت بشدة الأصوات المؤيدة لحماس حول العالم. "الاحتفال بمذبحة اليهود أمر لا يمكن التغاضي عنه"، قالت الممثلة في خطابها العاطفي.

يسود في البلاد الرأي القائل بأن عرض أفلام يقوم ببطولتها ممثلون يدعمون إسرائيل لا يتماشى مع الوضع الوطني الحالي والانتهاكات الإسرائيلية اليومية، كما يُنظر إليها في المجتمع اللبناني.

مؤخرًا، اتخذت السلطات اللبنانية قرارًا مماثلًا بحظر عرض فيلم "كابتن أمريكا: عالم جديد وشجاع" من إنتاج مارفل، والذي تشارك فيه الممثلة الإسرائيلية شيرا هاس. وفي هذه الحالة أيضًا، كان السبب الرسمي متطابقًا – مقاطعة ثقافية للمبدعين الإسرائيليين.

تعكس هذه القرارات المتكررة التزام لبنان بسياسة واضحة لمقاطعة الأعمال التي يشارك فيها ممثلون يحملون الجنسية الإسرائيلية.

تجدر الإشارة إلى أن فيلم "سنو وايت" كان مثيرًا للجدل حتى قبل إعلان المقاطعة اللبنانية. منذ الإعلان الأولي عن إنتاجه، أصبح الفيلم ساحة للصراعات السياسية والثقافية.

أصبح التناقض بين زيجلر وغادوت رمزًا للخلاف السياسي حول الفيلم. زيجلر، المعروفة بدعمها للفلسطينيين منذ عام 2021، تقف في تناقض حاد مع غادوت، التي لا تخفي دعمها لإسرائيل. غادوت، التي خدمت سابقًا في الجيش الإسرائيلي، ألقت خطابًا حماسيًا داعمًا لإسرائيل في عام 2024، مما أثار استياءً واسعًا بين الجماهير في العالم العربي والدولي، خاصة في ضوء التصعيد المستمر في غزة وجنوب لبنان.

مع إصدار المقطع الدعائي الرسمي لـ "سنو وايت" العام الماضي، بدأت تظهر دعوات لمقاطعة الفيلم، خاصة في الدول العربية. تحت الضغط المتزايد، اضطرت شركة ديزني إلى تقليص حجم حدث العرض الأول في لوس أنجلوس الذي أقيم في 15 مارس، في محاولة لتخفيف الانتقادات العامة. لكن يبدو أن هذه الخطوة لم تنجح في منع موجة الانتقادات السلبية التي غمرت الفيلم.

وبالتالي، ينضم قرار لبنان بحظر عرض الفيلم إلى سلسلة من التحديات التي واجهت إنتاج "سنو وايت"، مما يعكس التعقيد السياسي والثقافي الذي يرافق الإنتاجات الهوليودية خلال الأزمة المستمرة في الشرق الأوسط.

بينما تكافح ديزني للتعامل مع الخلافات العديدة المرتبطة بالفيلم، تستمر سياسة المقاطعة الثقافية اللبنانية ضد إسرائيل في التأثير على صناعة الترفيه العالمية، وتترك مشاهدي السينما اللبنانيين دون إمكانية مشاهدة النسخة الجديدة من واحدة من أكثر القصص الخيالية المحبوبة في العالم.

يوضح حظر عرض "سنو وايت" كيف تؤثر النزاعات السياسية على مجال الثقافة والترفيه، وكيف يتسرب التوتر الجيوسياسي إلى كل جانب من جوانب الإبداع الفني والاستهلاك الثقافي في الشرق الأوسط. الفيلم، الذي كان مخصصًا ليكون تجربة ترفيهية عائلية، أصبح رغمًا عنه نقطة خلاف في النزاع الإقليمي المستمر، وصدى للتوترات السياسية والعسكرية في المنطقة.

بينما تستمر المقاطعة الثقافية لإسرائيل في التوسع والتأثير على المبدعين والفنانين الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم، لا يزال من المنتظر رؤية كيف ستؤثر هذه السياسة على مستقبل التعاون الدولي في صناعة السينما، وما إذا كان سيكون لها تأثير على اعتبارات استوديوهات السينما الكبرى في اختيار الممثلين في المستقبل.

يمتلئ الإسرائيليون بالفخر بغال غادوت، ولا شك أن قرار لبنان غير التقدمي لن يشكل عائقًا أمام استمرار إبداع غال غادوت، التي تعتبر مصدر فخر وطني ودولي على حد سواء.

امتنعت شركة ديزني عن تقديم رد رسمي، بينما لم ترد غال غادوت نفسها على القرار اللبناني – الخسارة هي للبنان وحده (ربما كان من الأفضل لهم الإعجاب بـ "روائع" مرموقة مثل صاروخ "الكاتيوشا" من إنتاج حزب الله المتميز، أو الاستمتاع بالعرض الفني المذهل لـ "حماس" في سقوطه المجيد).

تصوير: ديزني