قيادة المنطقة الوسطى تفرض عقوبات استثنائية في شدتها: إقالة قائد فصيلة، إرسال جنود للحبس العسكري، وعقاب كامل سلسلة القيادة بعد تخريب ممتلكات تم توثيقه على الشبكات.
قام قائد المنطقة الوسطى، آفي بلوت، يوم الأحد بتلخيص تحقيق الحادث الخطير الذي وقع في نهاية الأسبوع الماضي في قرية جنبة جنوب جبل الخليل، حيث قام جنود جيش الدفاع الإسرائيلي بإلحاق الضرر وتخريب ممتلكات في المكان. الحادث، الذي وقع ليلة الجمعة/السبت (28-29 مارس)، كشف عن إخفاقات مهنية وقيمية في سلوك القوات.
وفقاً للمتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، خرجت قوات الجيش في نشاط عملياتي يهدف إلى تحديد مكان أسلحة في القرية. خلال النشاط، قامت القوات بتفتيش عدة مواقع، بما في ذلك مبانٍ حساسة مثل المدارس والعيادة، وذلك دون الحصول على التصاريح المطلوبة وفقاً للإجراءات.
كشف التحقيق أنه خلال النشاط، قام الجنود بتخريب وإلحاق الضرر بالمعدات التي كانت في المكان، وهي أفعال تتعارض بشكل قاطع مع الأوامر والإجراءات الملزمة لجنود جيش الدفاع الإسرائيلي. تزداد خطورة الحادث نظراً لحقيقة أن القوات لم تبلغ عن النشاط غير العادي للمستوى القيادي المسؤول، وتم اكتشاف الحادث فقط بعد نشر توثيق له على وسائل التواصل الاجتماعي.
أشارت نتائج التحقيق أيضاً إلى عيوب نظامية. تبين أن إجراء المعركة على مستوى الكتيبة للمهمة اتسم بنقص المهنية، وأن اللواء لم يفِ بمسؤوليته القيادية في توجيه الكتيبة ومتابعة نشاطها بعد دخولها الخط.
وصف اللواء بلوت الحادث بأنه خطير ويتعارض مع المستوى المهني والقيمي المتوقع من جنود جيش الدفاع الإسرائيلي، خاصة في النشاط في منطقة يهودا والسامرة. وأشار إلى أن التحقيق الذي تم إجراؤه كان نقدياً وصارماً، ووجه بمعالجة تأديبية واسعة النطاق على مختلف المستويات.
في أعقاب الحادث، تم اتخاذ إجراءات تأديبية ضد المتورطين في سلسلة القيادة وفي الميدان: سُجلت ملاحظة قيادية لقائد لواء يهودا، وسُجل توبيخ قيادي لقائد الكتيبة وقائد السرية، وحُكم على قائد إحدى الفصائل بسبعة أيام حبس عسكري وتمت إقالته من منصبه، وحُكم على قائد فصيلة آخر بالتقييد، كما حُكم على جنديين متورطين مباشرة في أعمال التخريب بسبعة أيام حبس عسكري أيضاً.
رغم المعالجة التأديبية الصارمة، أكد قائد المنطقة الوسطى على أهمية استمرار النشاط العملياتي الحازم للحفاظ على الأمن في المنطقة. ومع ذلك، أوضح أن جيش الدفاع الإسرائيلي مسؤول عن الحفاظ على القانون والنظام في المنطقة، وأنه يجب العمل دون تسامح تجاه ظواهر العنف وتخريب الممتلكات.
ينضم هذا الحادث إلى سلسلة من الأحداث التي أثارت انتقادات حول سلوك قوات جيش الدفاع الإسرائيلي في منطقة يهودا والسامرة في الآونة الأخيرة، ويعكس التعقيد الكبير في النشاط العملياتي في المناطق المدنية. تعامل جيش الدفاع الإسرائيلي السريع والحازم مع الحادث يدل على الأهمية التي يوليها الجيش للحفاظ على قيمه والسلوك المهني والقيمي لجنوده، حتى أثناء تنفيذ مهام عملياتية معقدة.
يسلط الحادث في جنبة الضوء على التحدي المستمر الذي يواجه جيش الدفاع الإسرائيلي: إجراء نشاط أمني فعال مع الحفاظ الصارم على قيم جيش الدفاع الإسرائيلي، والقانون الدولي، واحترام السكان المحليين. الحفاظ على هذا التوازن أمر حيوي من الناحيتين العملياتية والأخلاقية-القيمية، ويشكل جزءاً لا يتجزأ من مفهوم عمليات جيش الدفاع الإسرائيلي في هذه المناطق.
الصورة: المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي