بقلم ديم أمور
في قرار سابق له أهمية تاريخية، اعترفت محكمة منطقة ديسنيانسك في كييف لأول مرة بوجود علاقات زواج فعلية بين شريكين من مجتمع الميم في أوكرانيا. هذا القرار الفريد يمنح اعترافاً قانونياً لعلاقة زوريان كيس، السكرتير الأول للسفارة الأوكرانية في إسرائيل، وشريكه الناشط المجتمعي تيمور ليفتشوك.
بدأت القضية في التطور في يونيو 2024، عندما تم تعيين الدبلوماسي زوريان كيس كسكرتير أول للسفارة الأوكرانية في إسرائيل. التعيين في منصب يتطلب انتداباً طويلاً في الخارج دفع كيس إلى التوجه لوزارة الخارجية الأوكرانية بطلب إدراج شريكه تيمور ليفتشوك كمرافق رسمي. لكن وزارة الخارجية رفضت طلبه، مشيرة إلى أن التشريع الوطني يعترف بالزواج حصرياً كاتحاد بين رجل وامرأة.
بعد الرفض، توجه كيس إلى المحكمة بطلب الاعتراف بوجود علاقات زواج فعلية بينه وبين تيمور – أي العيش المشترك كعائلة دون تسجيل رسمي. تم تقديم الطلب إلى محكمة منطقة ديسنيانسك في سبتمبر 2024، لكن المحكمة رفضت النظر فيه في ذلك الوقت. وصلت الدعوى القضائية إلى المحكمة العليا، التي أوعزت لمحكمة الدرجة الأولى بدء الإجراءات.
استجابت محكمة منطقة ديسنيانسك للتوجيه في 7 مايو 2025، وفي 10 يونيو اتخذت قراراً يثبت واقع العيش المشترك كعائلة – أي علاقات زواج فعلية بين رجلين. هذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها محكمة أوكرانية رسمياً بعلاقات مثلية.
الدليل المحوري للعلاقة كان واقع أن زوريان وتيمور يعيشان معاً منذ 2013. بالإضافة إلى ذلك، في 2017 أقاما حفل زفاف رمزي في أوكرانيا، وفي 2021 تزوجا رسمياً في الولايات المتحدة. في قرارها، استندت المحكمة إلى الدستور الأوكراني، وكذلك إلى قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بما في ذلك قرارات ضد أوكرانيا.
وفقاً لمنظمة "إنسايت"، هذا القرار يخلق سابقة مهمة في الاعتراف القانوني بالأزواج المثليين في أوكرانيا. في غياب التنظيم التشريعي لمؤسسات مثل الشراكة المسجلة أو الزواج، يعتبر الاعتراف القضائي بوجود علاقات عائلية حتى الآن الأداة القانونية الوحيدة لحماية حقوق مثل هذه الأزواج.
اعترف الشريكان بأن قرار المحكمة فاجأهما. "إذا كنت صادقاً، لم نتوقع أن يعترف القاضي بوجود علاقات زواج فعلية بيننا"، قال زوريان كيس لوسائل الإعلام المحلية. وفقاً لأقواله، كانت مفاجأة إضافية هي صياغة القرار، حيث وصفت المحكمة علاقتهما بأنها "تقوم على الاقتصاد المشترك، الميزانية المشتركة، مشاعر الاحترام المتبادل والحب لبعضهما البعض".
"من الآن فصاعداً لن يتمكن أحد من الشك في صدق مشاعرنا – نحن نحب بعضنا البعض حقاً"، أكد زوريان. أشار إلى أن القرار سيدخل حيز التنفيذ في 10 يوليو، لذلك لا يسارعان حتى الآن في استخلاص النتائج حول تأثيره على حياتهما الزوجية. في الوقت نفسه، يعتقد كيس أن وزارة الخارجية ستواجه قريباً ضغطاً قوياً من الدوائر المحافظة.
"بالنسبة لنا هذه خطوة كبيرة إلى الأمام في نضالنا من أجل الحق في أن نكون من نحن. نحن واثقون من أن هذا القرار سيصبح أملاً ودعماً لآلاف الأزواج المثليين الآخرين في أوكرانيا، خاصة لأولئك الذين يقاتل كلا الشريكين – أو أحدهما – من أجل حق أوكرانيا في أن تكون نفسها"، قال الشريك.
لكن رغم أن هذا القرار غير المسبوق له أهمية تاريخية في النظام القانوني الأوكراني، فهو ليس بديلاً للتشريع المطلوب لتنظيم الشراكات المدنية. أشار زوريان إلى أن المنظمة التي ساعدا في إنشائها، "نقطة الدعم"، أعدت مع نواب الشعب مشروع قانون مناسب (رقم 9103)، لكن حالياً "لا توجد إرادة سياسية" لإقراره.
قرار المحكمة خطوة مهمة في الاعتراف بحقوق مجتمع الميم في أوكرانيا، البلد الذي يخوض حرباً دفاعية ضد روسيا. هذا القرار قد يؤثر على مئات الأزواج المثليين الآخرين في البلاد، الذين يسعون للاعتراف القانوني بوضعهم الزوجي والعائلي. الحالة الأولى للاعتراف بالعلاقات المثلية من قبل محكمة أوكرانية تشير إلى تغيير محتمل في المشهد القانوني والاجتماعي للبلاد، حتى لو كان الطريق إلى التشريع الشامل لا يزال طويلاً.
استخدام الصور وفقاً للمادة 27أ من قانون حقوق الطبع والنشر – الصورة مأخوذة من الصفحة الرسمية لزوريان كيس على فيسبوك
