في عملية مشتركة للجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك، تم تصفية عدد من القادة الكبار في منظمة حماس في الأيام الأخيرة، حسبما ورد في بيان مشترك صادر عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك. قامت القوات الإسرائيلية بمهاجمة مئات الأهداف الإرهابية والمسلحين في جميع أنحاء قطاع غزة، باستخدام الطائرات الحربية والطائرات المسيّرة، بهدف ضرب القدرات العسكرية للمنظمة الإرهابية وإزالة التهديدات عن المواطنين الإسرائيليين وقوات الجيش.
من بين المصفين كان نائب قائد لواء غزة، أحمد سلمان عوض شمالي، الذي كان شخصية رئيسية في تخطيط هجوم حماس الدموي في 7 أكتوبر. لعب شمالي دوراً محورياً كمسؤول عن العمليات ومخطط للخطة الهجومية وبناء قوة اللواء استعداداً للمذبحة. وخلال الحرب، كان مسؤولاً عن نشر القوات واستعدادات لواء غزة في مواجهة قوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، تم تصفية قائد كتيبة الشجاعية، جميل عمر جميل وادية، الذي قاد الكتيبة طوال معظم فترة الحرب، بعد أن حل محل المسلح وسام فرحات الذي تمت تصفيته في ديسمبر 2023. كان وادية مسؤولاً عن تشغيل قوة الكتيبة ضد قوات الجيش الإسرائيلي، وعمل على إعادة تأهيل وتنظيم الكتيبة. وفقاً لبيان الجيش الإسرائيلي والشاباك، كان وادية متورطاً أيضاً في إطلاق قذائف مضادة للدبابات على حافلة مدرسية في أبريل 2011، وهو الحادث الذي قُتل فيه دان فيبليخ.
في عملية أخرى، استهدف الجيش الإسرائيلي والشاباك بشكل دقيق عنصراً مركزياً في منظمة حماس كان متواجداً في منطقة مستشفى "ناصر". تم تنفيذ الهجوم بعد عملية استخباراتية شاملة وباستخدام أسلحة دقيقة مصممة للحد من الضرر في المنطقة المحيطة قدر الإمكان. وشدد البيان على أن "منظمة حماس الإرهابية تستخدم البنية التحتية المدنية مع المخاطرة القاسية بالسكان في غزة. إن الاستخدام المتعمد لمستشفى عامل كملاذ لتخطيط وتنفيذ أعمال إرهابية دموية يتعارض بشكل قاطع مع القانون الدولي".
هذا استمرار لجهود الجيش الإسرائيلي والشاباك لضرب سلسلة القيادة في منظمة حماس، والتي استمرت منذ بداية الحرب. تعكس هذه الاغتيالات المستهدفة الجهد المشترك لأجهزة الاستخبارات والعمليات في دولة إسرائيل، والتي تهدف إلى تعطيل قدرة حماس على إعادة التنظيم ومواصلة الأنشطة الإرهابية ضد المواطنين الإسرائيليين وقوات الجيش.
إن تصفية قادة حماس هي جزء من سياسة أوسع للجيش الإسرائيلي والشاباك لضرب القدرات العسكرية والتنظيمية للمنظمة الإرهابية. منذ بداية الحرب، تم التركيز بشكل خاص على تصفية القادة الكبار، بهدف تعطيل قدرة القيادة والسيطرة للمنظمة ومنعها من التعافي وإعادة بناء قدراتها العملياتية.
الهجمات الأخيرة هي استمرار للجهد المستمر لضرب بنية حماس التحتية في قطاع غزة، حيث منذ بداية الحرب، قام الجيش الإسرائيلي والشاباك بمهاجمة آلاف الأهداف الإرهابية، بما في ذلك الأنفاق ومخازن الأسلحة ومنصات إطلاق الصواريخ ومراكز القيادة والسيطرة. الهدف هو حرمان حماس من القدرة على تنفيذ هجمات مماثلة لتلك التي نُفِّذت في 7 أكتوبر وإحباط الخطط المستقبلية لإلحاق الضرر بالمواطنين الإسرائيليين.
تدل الأنشطة المكثفة للجيش الإسرائيلي والشاباك على تصميمهما على مواصلة القتال حتى تحقيق أهداف الحرب واستعادة الأمن لسكان إسرائيل، خاصة في المنطقة المحيطة بغزة التي تضررت بشدة من هجوم حماس الإرهابي. في بيانهم، أكد الجيش الإسرائيلي والشاباك أنهما "سيواصلان العمل ضد منظمة حماس الإرهابية وإزالة أي تهديد عن مواطني دولة إسرائيل".
يُنظر إلى ضرب قادة حماس على أنه إنجاز عملياتي كبير في إطار الجهد الحربي الشامل، وكضربة لقدرات القيادة والسيطرة للمنظمة. ومع ذلك، فإن الحملة ضد حماس معقدة وطويلة الأمد، وتتطلب استمرار النشاط العملياتي والاستخباراتي المكثف.
يؤكد جهاز الأمن أنه يعمل باستمرار لتحديد ومهاجمة المسلحين وقادة الإرهاب، مع الالتزام بقوانين الحرب والقانون الدولي. بينما تواصل حماس العمل من المناطق المدنية واستخدام السكان المدنيين كدروع بشرية، يبذل الجيش الإسرائيلي والشاباك جهوداً كبيرة للحد من الضرر للمدنيين غير المتورطين، كما يتضح من استخدام الأسلحة الدقيقة في الهجوم في منطقة مستشفى "ناصر".
بالإضافة إلى تصفية قادة حماس، تواصل إسرائيل العمل على جبهات أخرى، بما في ذلك الجهود لتحديد وإعادة المخطوفين الذين تم أسرهم في 7 أكتوبر، فضلاً عن الجهود الدبلوماسية والعسكرية لتحقيق أهداف الحرب.
تشكل تصفية قادة حماس الكبار عنصراً مهماً في الاستراتيجية الإسرائيلية لإضعاف قدرات المنظمة، لكن المعركة لا تزال مستمرة على عدة جبهات ومستويات. توضح الحكومة وقوات الأمن أنها ستواصل الجهود حتى تحقيق جميع أهداف الحرب واستعادة الأمن لمواطني إسرائيل.