اللغة العربية

ترامب يرفض التوقيع على إعلان مجموعة السبع

في القمة بكندا: صاغ قادة مجموعة السبع إعلاناً يدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ويعارض الأسلحة النووية الإيرانية، لكن الرئيس الأمريكي رفض التوقيع عليه
494726754_10162013784904915_7051308237620237675_n

بقلم: ديم أمور

في ظل التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران والحرب المستمرة في أوكرانيا، اجتمع اليوم رؤساء دول مجموعة السبع في قمة استثنائية في بلدة كاناناسكيس بمقاطعة ألبرتا الكندية. القمة، التي تُعقد على خلفية خلافات حادة بين الرئيس ترامب وحلفائه الأوروبيين، ركزت على القضية الإيرانية والتعامل الدولي مع الأزمة الروسية-الأوكرانية.

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القمة مباشرة من زيارة دبلوماسية مكثفة إلى جرينلاند، حيث التقى برئيس وزراء الدنمارك ورئيس وزراء جرينلاند. الزيارة، التي تُعتبر خطوة دبلوماسية محسوبة، هدفت إلى التعبير عن الدعم على أعلى مستوى لسيادة وسلامة الأراضي للجزيرة القطبية. علاوة على ذلك، تُفسر الزيارة كرسالة واضحة ومباشرة للرئيس ترامب، الذي أبدى في السابق اهتماماً كبيراً بشراء جرينلاند ولم يستبعد حتى استخدام القوة العسكرية لتحقيق هذا الهدف، رغم أن الجزيرة تقع تحت سيادة الدنمارك، حليفة الولايات المتحدة.

تتجلى التوترات بين ترامب والاتحاد الأوروبي في سلسلة من القضايا المحورية. يدفع الأوروبيون باتجاه تشديد الموقف تجاه روسيا على خلفية رفضها الموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا، ويسعون لتقديم جولة عقوبات إضافية تشمل تخفيضاً إضافياً لسقف أسعار النفط الروسي. تهدف هذه الخطوة إلى منع روسيا من الاستفادة من ارتفاع أسعار النفط العالمية، التي قفزت إثر القتال بين إسرائيل وإيران وتدر الآن أرباحاً طائلة للخزينة الروسية.

494047399_10162013784894915_3354183451917722831_n
تصوير: NEWS 18

أوضح الرئيس ترامب عمق الخلاف مع أوروبا بشأن التعامل مع روسيا، عندما انتقد قرار مجموعة الثماني بطرد روسيا من المنظمة إثر ضم شبه جزيرة القرم في مارس 2014. خلال المناقشات قال ترامب: "كان هذا خطأً كبيراً. لم تكونوا لتشنوا هذه الحرب. بوتين يتحدث معي، إنه لا يتحدث مع أي شخص آخر لأنه يشعر بالإهانة عندما طُرد من مجموعة الثماني". تُفسر أقوال ترامب، التي تُعتبر دفاعاً عن الرئيس الروسي، كتأكيد على الفجوة بين موقفه وموقف الحلفاء الأوروبيين، الذين يرون في طرد روسيا من المنظمة خطوة ضرورية في إطار المعاقبة على انتهاك القانون الدولي.

من المتوقع أن يصل غداً إلى كندا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كضيف شرف، وسيلتقي مع ترامب وباقي القادة. من المرجح أن يضيف وصول زيلينسكي بُعداً إضافياً للمناقشات، خاصة في ضوء المواقف المختلفة بشأن النهج المرغوب للتعامل مع العدوان الروسي.

لكن الحرب بين إسرائيل وإيران هي التي تقف في محور المناقشات الرئيسي. صاغ قادة مجموعة السبع إعلاناً يقرر بوضوح أن لإسرائيل الحق الكامل في الدفاع عن نفسها وأنه يُحظر على إيران امتلاك أسلحة نووية. الإعلان، الذي يهدف إلى عكس موقف غربي موحد بشأن أزمة الشرق الأوسط، واجه معارضة غير متوقعة من جانب الرئيس ترامب، الذي رفض التوقيع على النص المقترح.

إن معارضة ترامب للإعلان لها دلالة دبلوماسية واسعة، خاصة في ضوء حقيقة أن إسرائيل تُعتبر حليفاً محورياً للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. الرفض يثير تساؤلات حول موقف الرئيس الأمريكي بشأن التعامل مع الأزمة الإيرانية وقد يُصعب قدرة الغرب على تشكيل جبهة موحدة ضد إيران.

عاصفة التعريفات الجمركية التي أطلقها ترامب تضيف طبقة إضافية من التعقيد للمناقشات. التعريفات، التي تفرض ضغطاً اقتصادياً على الحلفاء الأوروبيين، تُفاقم المناخ الدبلوماسي وتُصعب الوصول إلى اتفاقات في قضايا أخرى. إن الجمع بين التوتر الاقتصادي والخلافات في القضايا الأمنية يخلق تحدياً كبيراً لمنظمي القمة.

تكشف قمة كاناناسكيس عمق الشقوق في الجبهة الغربية في هذه الفترة الحرجة. بينما يواجه العالم أزمات متعددة – من الحرب في أوكرانيا إلى التوترات في الشرق الأوسط – فإن صعوبة الوصول إلى اتفاقات بين الحلفاء تُلقي بظلال ثقيلة على قدرة الغرب على قيادة استجابة منسقة وفعالة للتحديات الأمنية في الوقت الحالي.

لماذا لم يوقع ترامب؟

وفقًا للرسائل الواردة من قمة مجموعة السبع، يبدو أن البيان الأصلي أو صياغته غير دقيقة. أعربت دول مجموعة السبع عن رغبتها في أن يوقع الرئيس ترامب على اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، لكن الرئيس رفض الاستجابة لهذا الطلب، وغادر القمة قبل موعدها، وعاد إلى واشنطن.

تصوير: AP