بقلم: ديم أمور
بعد يوم دراماتيكي تكاثرت فيه التقارير حول هجوم إسرائيلي متوقع على إيران، أعلن الليلة وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس عن "هجوم وقائي" لدولة إسرائيل ضد النظام الإيراني في إطار عملية "عام كلڤيا". بدأ الهجوم في ساعات الليل المتأخرة ويهدف إلى الإضرار بالبرنامج النووي الإيراني ومنظومة الصواريخ في طهران.
أعلن المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي أنه قبل وقت قصير خرج الجيش بتوجيه من المستوى السياسي لهجوم وقائي دقيق ومتكامل يعتمد على استخبارات عالية الجودة، بهدف الإضرار بالبرنامج النووي الإيراني ورداً على العدوانية المستمرة للنظام الإيراني ضد إسرائيل. أكملت عشرات طائرات سلاح الجو الضربة الافتتاحية، التي شملت مهاجمة عشرات الأهداف العسكرية، بينها أهداف نووية في مناطق مختلفة في إيران.
شدد جيش الدفاع الإسرائيلي على أن هدف العملية هو الإضرار بالبرنامج النووي الإيراني ومنظومات الصواريخ "وليس إسقاط النظام". قال مصدر أمني إن الاحتمالات تتزايد بأن الأركان العامة الإيرانية، بما في ذلك رئيس الأركان الإيراني، والعلماء النوويين البارزين تم إحباطهم في الضربة الافتتاحية. بعد أقل من ساعة من بدء عملية الهجمات في إيران، قال مصدر إيراني لوكالة رويترز للأنباء إن القيادة الإيرانية اجتمعت في اجتماع عقب الهجمات الإسرائيلية. ذكرت الشبكة الإيرانية Press TV عدداً من القتلى في الهجمات.
فعّلت قيادة الجبهة الداخلية الليلة إنذار طوارئ في جميع أنحاء البلاد وطُلب من الجمهور البقاء قريباً من الأماكن المحمية. أعلن قائد قيادة الجبهة الداخلية، اللواء رافي ميلوا، أنه "في هذه المعركة متوقعة إنذارات واسعة وهناك أهمية عالية للحماية المثلى سواء في المجال الخاص أو العام". شدد القائد على أولوية الغرف المحصنة والملاجئ والأماكن المحمية في المؤسسات التعليمية والملاجئ العامة المعتمدة من قيادة الجبهة الداخلية، وإذا لم تكن قريبة، يمكن الدخول إلى غرفة السلالم أو غرفة داخلية.
يستعد جيش الدفاع الإسرائيلي لإمكانية قصف مكثف أيضاً من اليمن ولبنان وعمليات من سوريا بواسطة الميليشيات الموالية لإيران. جوهر العملية هو لسلاح الجو، لكن قيادة الجبهة الداخلية والقيادة الشمالية في حالة استنفار عالية. بالإضافة إلى ذلك، يستعد الجيش عملياً لأيام، ربما أسابيع، من حرب مباشرة بحكم الواقع مع إيران ووكلائها في الشرق الأوسط. في الجيش يقولون إن إيران خططت أيضاً لزعزعة الأنظمة المجاورة لإسرائيل.
في إطار الاستعداد للمعركة، تلقى آلاف جنود الاحتياط أمر 8 ودُعوا للخدمة. جوهر العملية ينفذ بواسطة سلاح الجو، لكن جميع أسلحة الجيش في حالة استنفار مرتفعة وتستعد لسيناريوهات مختلفة.
بدأ وزير الخارجية جدعون ساعر الليلة ماراثون محادثات سياسية مع نظرائه وزراء الخارجية في العالم بخصوص قرار الحكومة بإزالة التهديد الإيراني بالإبادة وعمل الجيش في أعقابه. بتوجيه من وزير الخارجية، انتقلت وزارة الخارجية للعمل بصيغة طوارئ وافتُتحت غرفة عمليات طوارئ تفعّل جميع ممثليات إسرائيل في العالم. ستعمل ممثليات إسرائيل سياسياً وإعلامياً في جميع الساحات لإنتاج غلاف شرعية سياسية للعملية العسكرية.
شدد المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي على أنه خلال سنوات، تدفع إيران الإرهاب بشكل مباشر وغير مباشر ضد دولة إسرائيل، تمول وتوجه عمليات إرهابية عبر وكلائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بينما تتقدم نحو السلاح النووي. النظام الإيراني يُعرّف كرأس المحاور لجميع العمليات الإرهابية التي نُفذت ضد دولة إسرائيل منذ بداية حرب "سيوف الحديد" وضمن ذلك أيضاً تسليح وتمويل منظمة الإرهاب حماس المسؤولة عن أحداث 7 أكتوبر.
إيران اليوم أقرب من أي وقت مضى لتحقيق السلاح النووي. أسلحة الدمار الشامل الموجودة بيد النظام الإيراني تشكل تهديداً وجودياً لدولة إسرائيل وتهديداً مهماً للعالم كله. دولة إسرائيل أعلنت أنها لن تسمح لنظام هدفه تدمير دولة إسرائيل، بامتلاك أسلحة الدمار الشامل.
أجرى جيش الدفاع الإسرائيلي عملية تقديرات واستعدادات طويلة للمعركة في الجبهة والجبهة الداخلية، حيث ستشكل الصمود المدني مكوناً مهماً في المعركة. الجيش مستعد للاستمرار والعمل حسب ما يُطلب، ولدولة إسرائيل واجب العمل لحماية مواطنيها وستستمر في فعل ذلك في كل مكان يُطلب فيه ذلك، كما فعلت في الماضي أيضاً.
جيش الدفاع لإسرائيل يجري تقدير وضع مستمر وسيُعلم الجمهور بأي تطور جوهري. الذراع العسكرية شددت على أنها مستعدة إعداداً كاملاً لمجموعة متنوعة من السيناريوهات الاستراتيجية، سواء في المستوى الدفاعي أو المستوى الهجومي، وفقاً لمتطلبات الساعة. مع ذلك، من المتوقع أن تستمر المعارك في الأيام القادمة مع إمكانية تفاقم التوتر والتصعيد في ساحات إضافية في جميع أنحاء المنطقة.
صورة: جيش الدفاع الإسرائيلي هاجم الليلة في إيران، وفقاً للمادة 27أ من قانون حقوق الطبع والنشر
