اللغة العربية

لأول مرة في إسرائيل: زراعة قلب صناعي كامل

خطوة تاريخية: لأول مرة في إسرائيل تم زرع قلب صناعي حل محل القلب الطبيعي بالكامل وفتح آفاقاً جديدة في علاج قصور القلب
501246661_729463732770379_2858049983529186107_n

بقلم: ديم أمور

سُجلت هذا الأسبوع صفحة جديدة في تاريخ الطب الإسرائيلي في مستشفى هداسا عين كارم في القدس، عندما أُجريت لأول مرة في إسرائيل عملية زراعة ناجحة وكاملة لقلب صناعي. العملية المعقدة التي استمرت سبع ساعات أنقذت حياة مريض يبلغ من العمر 63 عاماً لم يكن بالإمكان إجراء زراعة قلب عادية له بسبب حالته الطبية.

قاد العملية الرائدة البروفيسور عوفر أمير، مدير معهد أمراض القلب في هداسا، الذي وصف الإجراء بأنه "معلم لا مثيل له في الطب الإسرائيلي" يفتح آفاقاً جديدة في علاج قصور القلب الشديد. مع إتمام العملية الناجحة، تنضم إسرائيل إلى صفوف الدول القليلة في العالم القادرة على تطبيق مثل هذه التقنيات الطبية الرائدة.

بدأت العملية بتحضير معمق شمل تدريباً مهنياً في فرنسا، شارك فيه أعضاء الفريق الطبي من هداسا إلى جانب جراحي القلب المحليين وممثلي الشركة الفرنسية التي صنعت القلب الصناعي. في اللحظة الحاسمة، عمل الفريق الطبي الواسع بتنسيق دقيق بين غرفتي عمليات بشكل متزامن: في غرفة العمليات الأولى بدأ تحضير القلب الصناعي للزراعة، وهي عملية حساسة ودقيقة شملت أيضاً إضافة صمامات صناعية للجهاز. وبالتوازي، في غرفة العمليات الثانية، بدأت العملية المعقدة بإزالة قلب المريض الطبيعي المريض وربطه بجهاز القلب والرئة الذي حافظ على حياته.

يُعتبر القلب الصناعي ذاته إعجازاً تقنياً متقدماً مصنوع من التيتانيوم مع أنسجة بيولوجية من أصل حيواني. يشمل الجهاز نظام استشعار متقدم يتيح عملاً كاملاً ودقيقاً للجهاز الدوري، ويمكن أن يحل محل وظيفة القلب الطبيعي بالكامل. تبلغ تكلفة كل قلب من هذا النوع 1.6 مليون شيكل، حوالي 455 ألف دولار، وهذه النفقة مغطاة بالكامل من قبل صندوق المرضى كلاليت.

مع تحضير الموقع لزراعة القلب الصناعي الجديد، نُقل القلب بحذر شديد إلى غرفة العمليات حيث كان المريض مستلقياً. زرع الفريق الطبي الجهاز وربطه بلطف بالأوعية الدموية الرئيسية في جسم المريض. تدريجياً، خُفض اعتماد جهاز القلب والرئة وزُعمت دعم القلب الجديد، حتى انفصل المريض كلياً عن جهاز التنفس الصناعي وبدأ القلب الصناعي بالعمل بكامل طاقته دون الاعتماد على أجهزة خارجية.

تطلبت العملية المعقدة تنسيقاً مثالياً بين فريق طبي واسع شمل أطباء القلب، وجراحي القلب، وأخصائيي التخدير والعناية المركزة، وممرضات غرفة العمليات وفنيي جهاز القلب والرئة. خلال العملية أُزيل قلب المريض من جسمه بالكامل واستُبدل بالقلب الصناعي الخاص، وهي عملية تتطلب دقة جراحية عليا وخبرة طبية واسعة.

يأتي النجاح الطبي الإسرائيلي بينما لم يُجر في العالم كله حتى الآن سوى 114 عملية من هذا النوع. هذا الإنجاز يرسخ مكانة إسرائيل كقوة طبية رائدة ويظهر المستوى المهني العالي للأطباء الإسرائيليين والتقدم التقني في البلاد. يواصل نظام الصحة الإسرائيلي التقدم بثقة في مقدمة الإنجازات العالمية، حيث تعزز مثل هذه الإنجازات مكانته الدولية في مجال الطب المتقدم.

أصدر مستشفى هداسا عين كارم، المركز الطبي الجامعي الرائد، بياناً رسمياً بعد العملية جاء فيه: "لقد صنعنا التاريخ. لأول مرة في إسرائيل – زراعة قلب صناعي حل محل قلب المريض بالكامل، أُجريت هذا الأسبوع بنجاح لدينا في هداسا. حياة مريض يبلغ من العمر 63 عاماً نُجيت بفضل العملية المعقدة".

زراعة القلب الصناعي الناجحة لم تنقذ حياة إنسان فحسب، بل تفتح أيضاً الباب لعلاج مرضى إضافيين يعانون من قصور قلب شديد وغير مناسبين لزراعة قلب عادية. التقنية المتقدمة توفر حلاً طبياً للحالات المعقدة التي لا تكفي فيها العلاجات التقليدية أو غير مناسبة.

هذه خطوة مهمة أخرى في تطوير مجال الزراعات في إسرائيل وفي تعزيز نظام الصحة الوطني. الإنجاز الطبي يظهر التميز المهني للفرق الطبية الإسرائيلية وقدرتها على التعامل مع التحديات الطبية المعقدة والرائدة. العملية الناجحة تمثل أملاً للعديد من المرضى الآخرين وترسخ مكان إسرائيل على خريطة الطب العالمي المتقدم.

التقنية المبتكرة والخبرة الطبية الإسرائيلية تخلقان مزيجاً فريداً يتيح تقديم حلول طبية متقدمة للمرضى في الحالات الحرجة. زراعة القلب الصناعي الأولى في إسرائيل ترمز ليس فقط إلى إنجاز طبي شخصي للمريض، بل أيضاً إلى قفزة نوعية مهمة لكامل نظام الصحة الإسرائيلي.

العملية الناجحة تفتح فصلاً جديداً في علاج أمراض القلب المتقدمة في إسرائيل وتمنح أملاً متجدداً للمرضى وعائلاتهم. هذا الإنجاز الطبي يعزز مكانة إسرائيل كدولة رائدة في الابتكار الطبي وتطوير التقنيات المنقذة للحياة، مع إظهار المستوى العالي للطب الإسرائيلي والالتزام بحياة الإنسان.

الصورة: المركز الطبي الجامعي هداسا – وفقاً للمادة 27أ من قانون حقوق الطبع والنشر

אהבתם שתפו :