ديم أمور
في أعقاب موجة الحرائق الخطيرة التي اندلعت في الأسبوعين الماضيين، وخاصة خلال يوم ذكرى جنود إسرائيل، أجرى مراقب الدولة ومفوض شكاوى الجمهور، متنياهو إنجلمان، جولة شاملة في بؤر الحرائق في منطقة القدس. خلال الجولة، التي جرت أمس (4.5.2025)، رافق المراقبَ المفوض العام إيال كاسبي، مفوض الإطفاء والإنقاذ في إسرائيل، الذي عرض أمامه حجم الأضرار الكبيرة التي لحقت بمناطق الغابات في شاعر هاجاي، اللطرون، مسيلات صهيون ونيفيه شالوم.
بعد أن فحص عن كثب حجم الضرر، لم يتردد المراقب إنجلمان في إطلاق تحذير حاد موجه مباشرة إلى أعلى المستويات في الحكومة. "الحرائق في الأسبوعين الأخيرين تضع إشارة تحذير لرئيس الوزراء ووزير الأمن القومي، بشأن الاستعدادات المطلوبة والموارد التي يجب تخصيصها لخدمة الإطفاء والإنقاذ في إسرائيل"، قال المراقب في نهاية الجولة. وشدد على خطورة الوضع بتقييم مقلق: "كنا على بعد خطوة من فقدان أرواح بشرية".
كشف إنجلمان أنه منذ يونيو 2024، بعد جولة أجراها في شمال البلاد، توجه برسالة إلى وزير الأمن القومي ومفوض الإطفاء والإنقاذ، فصّل فيها الفجوات الكبيرة التي تتطلب إصلاحاً عاجلاً. في هذه الرسائل أكد المراقب على أهمية تعريف جهاز الإطفاء والإنقاذ كهيئة أمنية طارئة، وهو وضع من شأنه أن يمنحه موارد ودعماً إضافيين.
"إلى جانب الانتقادات حول الاستعداد لأزمة المناخ وإلى جانب انتقادات الحرب، أرى أهمية كبيرة في النقد في مجال الاستعداد لإطفاء الحرائق"، أكد إنجلمان. وكشف أن مكتبه يجري هذا العام مراجعتين مهمتين في هذا الموضوع – الأولى تركز على كيفية تعامل السلطات المحلية مع الحرائق، والثانية تفحص جاهزية جهاز الإطفاء والإنقاذ في إسرائيل، سواء من حيث القوى البشرية أو من حيث الجاهزية العملياتية.
شدد المراقب في كلامه على الدور الحاسم الذي تلعبه مفوضية الإطفاء، ودعا إلى تزويدها بالوسائل اللازمة وتعزيز وضعها القانوني. "أتوجه من هنا إلى رئيس الوزراء ووزير الأمن القومي: الساعة المبكرة أفضل"، قال إنجلمان بنبرة عاجلة. "لقد واجهنا حريقاً خطيراً للغاية، كان هناك عمل مهم جداً من قبل جميع قوات الإطفاء والإنقاذ إلى جانب قوات إضافية، لكن يجب أن نستعد لمواقف أكثر تعقيداً، وخاصة لإنقاذ الأرواح البشرية".
تأتي تصريحات المراقب على خلفية سلسلة من الحرائق الخطيرة التي ضربت إسرائيل في الأسبوعين الماضيين، حيث اندلع أكثر الحرائق أهمية خلال يوم ذكرى جنود إسرائيل وضحايا الإرهاب. التهمت هذه الحرائق مساحات واسعة من الغابات والنباتات، وهددت المستوطنات في منطقة القدس.
تعزز الملاحظات والنتائج التي ظهرت من الجولة ادعاءات المراقب إنجلمان، الذي حذر في الماضي من فجوات في الاستعداد للحرائق الكبيرة. وفقاً للتقارير، فإن درجات الحرارة المرتفعة وظروف الطقس الجاف، مع الرياح القوية، خلقت ظروفاً مثالية للانتشار السريع للنار، مما جعل عمل رجال الإطفاء صعباً بشكل خاص.
اضطر جهاز الإطفاء للتعامل مع تحديات كبيرة خلال الحرائق الأخيرة، بما في ذلك الوصول المحدود إلى مناطق معينة، ونقص في القوى البشرية ووسائل الإطفاء، وصعوبة في التنسيق بين الهيئات المختلفة. على الرغم من الجهود الهائلة المبذولة، والنجاح في احتواء الحرائق في النهاية، كشفت الجولة عن فجوات كبيرة يمكن أن تؤدي إلى ثمن باهظ في المستقبل إذا لم يتم معالجتها على الفور.
أكد المراقب إنجلمان أن الأحداث الأخيرة تمثل تذكيراً خطيراً بأهمية الاستعداد المناسب لموسم الحرائق، خاصة في ضوء التوقعات بتزايد ظواهر الطقس المتطرفة نتيجة أزمة المناخ. ودعا الحكومة إلى تخصيص موارد إضافية لتعزيز جهاز الإطفاء، وتحديث المعدات والبنية التحتية، وزيادة القوى البشرية اللازمة للتعامل مع حوادث الحرائق على نطاق واسع.
لم تستجب الجهات في وزارة الأمن القومي بعد لتصريحات المراقب، ولكن في محادثات مغلقة يعترفون بوجود فجوات كبيرة في الاستعداد للحرائق الكبيرة. الوزارة في عملية تقييم للاحتياجات الفورية لجهاز الإطفاء، لكن السؤال المركزي لا يزال قائماً – هل ستكون الإجراءات المتخذة كافية، وهل سيتم تنفيذها قبل وقوع كارثة كبيرة.
في أعقاب الجولة والنتائج التي ظهرت منها، من المتوقع أن يسرع مكتب مراقب الدولة عمله على المراجعات الشاملة في هذا الموضوع، بهدف تقديم صورة كاملة عن الفجوات في جهاز الإطفاء والإنقاذ واقتراح حلول عملية لتحسين الاستعداد لأحداث مماثلة في المستقبل. تحذير المراقب إنجلمان هو بمثابة دعوة للاستيقاظ للحكومة والجمهور على حد سواء، ويؤكد على الحاجة الملحة للاستعداد الأمثل لمنع كارثة مستقبلية.
صورة من موقع مراقب الدولة، وفقاً للمادة 27أ من قانون حقوق الطبع والنشر