اللغة العربية

حماس تبدي مرونة: عشرة رهائن أحياء في الصفقة القادمة؟

في ظل القتال: حماس تميل إلى زيادة عدد الرهائن الأحياء في الصفقة، وإسرائيل تشترط موافقتها بإعادة الجثث
502522555

تشير التقارير الأخيرة إلى تغيير محتمل في موقف حماس بشأن صفقة تبادل الأسرى. ووفقاً للمنشورات في وسائل الإعلام العربية، فإن المنظمة الإرهابية تظهر مرونة جديدة وهي مستعدة لزيادة عدد الرهائن الأحياء الذين سيتم الإفراج عنهم ضمن صفقة مستقبلية.

في يوم الخميس الماضي، أطلع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزير المسؤول عن المفاوضات رون ديرمر وزراء الحكومة المصغرة (الكابينت) على تحرك معين في مواقف حماس. ومنذ ذلك الحين، عززت تقارير إضافية في وسائل الإعلام العربية هذا الاتجاه. وفقاً للمنشورات في وسائل الإعلام السعودية، فإن الوسطاء في المحادثات مع حماس، إلى جانب الضغط الأمريكي، يدفعون المنظمة للتوصل إلى اتفاق بحلول نهاية الشهر الحالي.

وبحسب تلك التقارير، وافق الفلسطينيون من حيث المبدأ على زيادة عدد الرهائن الأحياء الذين سيتم الإفراج عنهم إلى عشرة، من بينهم عيدان ألكسندر، الذي نشرت حماس مؤخراً مقطع فيديو له. من جانب إسرائيل، يبدو أن هناك استعداداً للموافقة على العرض بشرط أن تطلق حماس أيضاً عشر جثث للقتلى. وأفادت صحيفة لبنانية أن العرض الأولي يتضمن وقفاً لإطلاق النار لمدة تتراوح بين 40 و70 يوماً، والإفراج عن نحو 1100 سجين أمني.

تأتي هذه التطورات في وقت يبلغ فيه الجيش الإسرائيلي عن تقدم كبير في أراضي قطاع غزة. ووفقاً للإحاطات المنشورة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، أكملت قوات الجيش الإسرائيلي السيطرة على حوالي 40% من أراضي قطاع غزة، وهو تغيير استراتيجي يدل على الانتقال من الغارات النقطية إلى السيطرة المطولة على الأرض.

دخلت الحملة البرية مرحلة جديدة، حيث ينتقل الجيش الإسرائيلي إلى وجود دائم في مناطق واسعة من القطاع. والهدف المعلن هو خلق أقصى ضغط على حماس من خلال الحصار، وتقليص المساعدات الإنسانية، ومحاولة إعادة المنظمة إلى طاولة المفاوضات من موقع ضعف.

في جنوب القطاع، تم إكمال خطوة استراتيجية مع سيطرة الجيش الإسرائيلي على ممر مورج، وهو محور مركزي يفصل بين خان يونس ورفح. وبالتوازي مع ذلك، في شمال القطاع، دخلت قوات الجيش الإسرائيلي حي دراج توفاح المجاور لمدينة غزة، ووسعت الوجود الإسرائيلي في المناطق الحساسة.

تقديرات الجيش الإسرائيلي هي أنه في غضون أيام قليلة ستصل السيطرة الإسرائيلية إلى حوالي 40% من أراضي القطاع، وهي مرحلة تشير إلى الانتقال إلى سيطرة طويلة الأمد يمكن أن تستخدمها إسرائيل كورقة مساومة في المفاوضات المستقبلية.

رئيس هيئة الأركان العامة، الفريق أول إيال زامير، الذي اختار قضاء ليلة عيد الفصح (السيدر) مع جنود الجيش الإسرائيلي في الميدان، أوضح الأولويات: "أولاً الرهائن، ثم هزيمة حماس". وفي لقاء مع مقاتلي وحدة استطلاع "ناحال"، قال رئيس الأركان: "تحرير جميع الرهائن – هذه مهمتنا العليا. كل عمل في غزة يهدف إلى خدمة هذا الهدف. هذه رسالتنا، هذه هي الحرية الحقيقية".

صرح وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن مئات الآلاف من الفلسطينيين قد غادروا منازلهم بالفعل، وأن مناطق واسعة في القطاع أصبحت بالفعل مناطق أمنية إسرائيلية. وبحسب قوله، فإن الضغط على حماس سيزداد فقط: "إذا استمرت حماس في الرفض – سنصعد الإجراءات".

في إطار الاستراتيجية العسكرية الحالية، يتم دعم كل اختراق بري مسبقاً بهجمات من الجو والبحر والبر، مع استخدام معدات هندسية ثقيلة ووسائل للضرب الدقيق. والهدف المعلن هو تقليل المخاطر، وإلحاق الضرر ببنية العدو التحتية، والحفاظ على وجود طويل الأمد في المنطقة.

خلال عيد الفصح، نفذ الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) هجوماً مركزاً على مجمع قيادة حماس الذي كان يعمل من داخل مستشفى "الأهلي" في شمال القطاع. وفقاً للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، كان المكان يستخدم للتخطيط وتنفيذ هجمات ضد الجنود والمواطنين الإسرائيليين.

تعمل قوات المدرعات بالتوازي في جنوب القطاع لإلحاق ضرر واسع بالبنية التحتية للإرهاب. قامت القوات بتصفية عشرات المسلحين، وكشفت ودمرت فتحات أنفاق، وهدمت مواقع مراقبة معادية. بالإضافة إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن تصفية عبيد الله نعيم الهدهود موسى، نائب قائد خلية قناصة تابعة لحماس، الذي تم استهدافه في سيارته في منطقة دير البلح.

من الواضح أن الجهود العسكرية المتزايدة، جنباً إلى جنب مع الضغط الدولي المتزايد على حماس، قد تؤدي إلى تقدم في المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى. هل سيؤدي هذا التحول في موقف حماس إلى اختراق حقيقي في الجهود لتحرير الرهائن؟ هذا هو السؤال الذي يستمر في إشغال صناع القرار والجمهور الإسرائيلي بأكمله.

في ضوء الوضع المتطور، تواصل الجهات الدبلوماسية في الشرق الأوسط الجهود المكثفة لتعزيز اتفاق من شأنه أن يسمح بإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار المؤقت على الأقل. الوسطاء، وعلى رأسهم مصر وقطر، يديرون محادثات مستمرة مع الأطراف، في حين تمارس الولايات المتحدة أيضاً ضغطاً كبيراً.

تنقل وسائل الإعلام العربية عبر البحار:

"أعرب مسؤول كبير في المنظمات الإرهابية عن رأيه بأن اقتراح إطلاق سراح عشرة أسرى لا يلبي متطلبات حركة حماس، لكن المنظمة تدرسه بجدية.

وفقاً للتقارير، سيتم الرد على إطلاق سراح الأسرى العشرة من قبل إسرائيل في شكل وقف لإطلاق النار، وفتح المعابر، وسحب القوات إلى المواقع التي كانت تشغلها قبل استئناف الحملة. وأشار المسؤول إلى أن هذا العرض من جانب إسرائيل سيتضمن مفاوضات حول المرحلة الثانية من الصفقة – والتي ستؤدي، وفقاً له، أيضاً إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء النزاع المسلح".

تصوير: مجدي فتحي