اللغة العربية

رعب في العفولة: تبادل لإطلاق النار في قلب حي سكني

تبادل صادم لإطلاق النار في العفولة: مجرمون من قرية سولم فتحوا النار في قلب حي سكني بينما كان السكان عائدين من صلاة السبت. احتمى السكان في منازلهم خوفاً. تم اعتقال ستة مشتبه بهم. "اعتقدنا أنهم إرهابيون"
photo_6016862510541555857_y

هل هذه أفغانستان أو البرازيل؟ لا، إنها العفولة"، هكذا وصف سكان المدينة الرعب الذي عاشوه مساء أمس (الجمعة) عندما اندلع تبادل عنيف لإطلاق النار بين عائلة محلية ومجرمين من قرية سولم المجاورة، في مشهد يشبه مناطق الحرب. انتهى الحادث الخطير، الذي وقع في حي وولفسون الهادئ جنوب المدينة، لحسن الحظ دون إصابات جسدية، لكنه ترك سكان المدينة في حالة صدمة وقلق.

يروي شهود عيان أن الحادث وقع بعد وقت قصير من دخول السبت، عندما كان العشرات من المصلين في طريق عودتهم من الكنيس إلى منازلهم. فجأة، وصل مجرمون مسلحون من قرية سولم وفتحوا النار على مجموعة من الأشخاص. تردد صدى طلقات النار الآلية في الشوارع الهادئة، حيث اضطر مئات السكان للاحتماء في منازلهم بينما كانت معركة حقيقية تدور في الخارج.

"لقد عشنا لحظات من الرعب. حدث ذلك في وسط حي سكني لطيف وجيد، مساء يوم الجمعة. ذُعرنا عند سماع طلقات من أسلحة آلية. كان الأمر مخيفاً للغاية"، قال أحد سكان الحي.

شاركت ساكنة أخرى: "أعيش غير بعيد عن هذا الشارع، وسمعت بعض الطلقات النارية القوية. الحمد لله أن الأمر انتهى هكذا. حدث ذلك بالقرب من المدارس وملاعب الأطفال – مخيف جداً. إنها معجزة أنه انتهى دون إصابات".

بلغ الحادث ذروته عندما حاول أحد المجرمين الهرب واختبأ في الكنيس وهو مسلح، مما زاد من حدة الخوف والذعر. تُظهر لقطات من المكان ثلاثة مواطنين شجعان سيطروا على أحد المسلحين، حيث سحب أحدهم مسدساً لمنعه من الهرب.

وصلت قوات شرطة كبيرة إلى المكان بعد مكالمات من السكان، واعتقلت ستة مشتبه بهم متورطين في إطلاق النار. بالإضافة إلى ذلك، صادر الضباط سيارة يُعتقد أنها استُخدمت من قبل المشتبه بهم. أربعة من المعتقلين يمثلهم المحامون سعيد حداد، نجمة هييب، سيرين روك ولؤي دياب من مكتب المدافع العام. أعلنت الشرطة هذا المساء عن تمديد اعتقالهم.

أشارت الشرطة إلى أن "خلفية الحادث جنائية" وأنه يتعلق بنزاع بين عصابات إجرامية. بعد وقت قصير من الحادث، أعلنت الشرطة: "تلقت شرطة إسرائيل بلاغاً قبل وقت قصير عن حادث إطلاق نار دون إصابات في مدينة العفولة. قوات الشرطة موجودة في المكان وبدأت التحقيق في ظروف الحادث".

كتب أحد سكان الحي إلى تحرير ynet أنه ضد العائلة العربية التي تعيش في الحي، والتي وُجهت إليها النيران، "هناك شكاوى منذ سنوات من السكان. لن يمر حادث إطلاق نار كهذا بصمت في أي مدينة مركزية في البلاد – وسكان العفولة سيكونون سعداء إذا لم يمر هذا أيضاً بصمت. إلى أين وصلنا؟".

تحدث رئيس بلدية العفولة، آفي إلكبيتس، عن حادث إطلاق النار قائلاً: "هذا حادث خطير ولن نتسامح مع تكرار مثل هذه الحالة. نحن على اتصال وثيق مع الشرطة، ويستحقون الإشادة الكبيرة على المعالجة السريعة للحادث الحالي مع اعتقال المشتبه بهم وكذلك في العديد من الحوادث السابقة".

وأضاف إلكبيتس: "نحن نثق بالشرطة للتعامل مع هذه الحالة وغيرها بأفضل طريقة مهنية وإعادة الهدوء والأمان لسكان المدينة. لدينا مدينة رائعة تتطور وتتحول بسرعة إلى عاصمة الشمال. تحتفل العفولة هذا العام بمرور 100 عام على تأسيسها ولن نسمح لعناصر إجرامية مثل هذه بتعكير صفو الحياة في المدينة وسنعمل مع الشرطة ضد كل من يحاول تعطيل الروتين اليومي".

رغم تصريحات رئيس البلدية والشرطة، يعرب العديد من سكان العفولة عن عدم ثقتهم بقدرة سلطات القانون على التعامل مع موجة الجريمة المتزايدة. ينضم الحادث الأخير إلى سلسلة من حوادث العنف والجريمة التي ضربت المدينة في الأشهر الأخيرة، ويؤكد الشعور الصعب بين السكان بأن الجريمة "تستفحل" دون استجابة مناسبة.

مع مرور الوقت، يتزايد الانتقاد للشرطة التي يدّعي السكان أنها لا تعمل بحزم كافٍ ضد عناصر الجريمة في المدينة. يوضح الحادث المروع من الأسبوع الماضي الواقع الصعب الذي يواجهه سكان العفولة – مدينة من المفترض أن تحتفل هذا العام بمرور مائة عام على تأسيسها، لكنها بدلاً من ذلك تجد نفسها في صراع من أجل الأمن الأساسي لسكانها.

عندما يدور تبادل إطلاق نار في قلب حي سكني، في وقت عودة العائلات من صلاة السبت، فإن ذلك يثير أسئلة صعبة حول التخلي عن أمن الجمهور. ماذا كان سيحدث لو أصيب أبرياء؟ هل تنتظر الشرطة كارثة للعمل بحزم؟ ولماذا يضطر السكان للسيطرة بأنفسهم على مجرمين مسلحين؟

في واقع إسرائيل 2025، صورة وضع يتجول فيها المجرمون مسلحين في الأحياء السكنية ويطلقون النار في قلب منطقة سكنية مكتظة بالسكان، أمر لا يمكن تصوره. كما قالت إحدى الساكنات: "هل هذه أفغانستان أو البرازيل؟ لا، إنها العفولة"، والجريمة في إسرائيل تستمر في الاستفحال كما لو أن لا غد.