اللغة العربية

تدمير البحر الميت برعاية الحكومة

الحكومة تهمل الثروات الطبيعية: تقرير مراقب الدولة يكشف عن إهمال إجرامي، وضرر بيئي، وخسارة ملايين في البحر الميت
20190423_134137_800x388

في تقرير خاص وحاد نشره مؤخراً مراقب الدولة، تم الكشف عن إخفاقات خطيرة في طريقة إشراف الدولة على أنشطة شركة مصانع البحر الميت. يشير التقرير إلى سلوك غير سليم من قبل مختلف السلطات، مما يعني ضرراً بيئياً وفقدان إيرادات للدولة بعشرات ملايين الشواكل.

تعمل مصانع البحر الميت، التي تعمل بموجب امتياز لاستخراج المعادن في المنطقة، في مساحة هائلة تبلغ 11 ضعف مساحة تل أبيب. رغم النطاق الكبير للنشاط، يكشف التقرير أن الوزارات الحكومية فشلت بشكل منهجي في الإشراف على أنشطة الشركة.

إحدى النتائج المقلقة للغاية تتعلق بسلوك وزارة حماية البيئة. وفقاً للتقرير، لم تحرص الوزارة على وضع الشروط البيئية اللازمة في رخصة العمل لمصانع البحر الميت. النتيجة المباشرة لهذا الإهمال هي سلسلة من الأعطال والتسربات في بنية الشركة التحتية، مما أدى إلى أضرار بيئية واسعة النطاق في المنطقة الحساسة بيئياً من البحر الميت.

الصورة التي يرسمها التقرير مقلقة بشكل خاص نظراً لحقيقة أننا نتحدث عن منطقة ذات أهمية بيئية وسياحية وجيولوجية فريدة. البحر الميت، الذي يعاني بالفعل من مشاكل بيئية خطيرة وعملية جفاف متسارعة في العقود الأخيرة، تضرر أكثر نتيجة لغياب الرقابة المناسبة.

بالإضافة إلى الإخفاقات في حماية البيئة، يكشف التقرير أيضاً عن سلوك إشكالي لوزارة الطاقة والبنية التحتية. وفقاً للمراقب، لا تشرف الوزارة بشكل مناسب على استخراج مواد التعدين التي تقوم بها شركة مصانع البحر الميت. التقدير المقدم في التقرير مقلق بشكل خاص: خسرت الدولة في العقد الماضي حوالي 120 مليون شيكل نتيجة لعدم مطالبة الشركة بالدفع مقابل عمليات التعدين التي قامت بها.

يؤكد مراقب الدولة في التقرير على أهمية الإشراف الحكومي الفعال على الشركات التي تستغل الموارد الطبيعية المملوكة للجمهور. تثير الإخفاقات المكتشفة أسئلة صعبة حول التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة، وحول الطريقة التي تحمي بها الدولة المصلحة العامة في إدارة الموارد الطبيعية.

توجهنا رسمياً إلى السلطات المعنية للحصول على ردها على النتائج الخطيرة، ولكن حتى وقت نشر المقال لم يتم تلقي الرد. تجدر الإشارة إلى أن التقرير يلزم السلطات بالرد وتقديم خطة لتصحيح العيوب، ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الوزارات الحكومية ستتعامل مع النقد الحاد وكيف ستفعل ذلك.

ستضطر وزارة حماية البيئة إلى شرح كيف سمحت للأعطال والتسربات بالتسبب في ضرر بيئي واسع النطاق، ولماذا لم يتم وضع شروط بيئية كافية في رخصة عمل الشركة. في الوقت نفسه، سيتعين على وزارة الطاقة والبنية التحتية التعامل مع المزاعم المتعلقة بفقدان عشرات ملايين الشواكل من خزينة الدولة نتيجة لعدم الإشراف على عمليات التعدين.

ينضم هذا التقرير إلى سلسلة من تقارير التدقيق التي نشرها مراقب الدولة في السنوات الأخيرة حول حماية البيئة والإشراف على استغلال الموارد الطبيعية. كما يتضح من التقرير، على الرغم من إحراز بعض التقدم في هذا المجال، لا تزال هناك فجوات كبيرة في قدرة الدولة على الإشراف.

بينما تواصل شركة مصانع البحر الميت تحقيق أرباح كبيرة من استغلال الموارد الطبيعية في المنطقة، يبدو أن المصلحة العامة – من الناحيتين الاقتصادية والبيئية – لا تتلقى الحماية المناسبة من السلطات المسؤولة عن ذلك.

يوضح التقرير الحاجة الماسة إلى مؤسسات رقابية مستقلة، مثل مكتب مراقب الدولة، القادرة على كشف العيوب الهيكلية في آليات الحكم وترسيخ قيم الشفافية والمساءلة في عملية إدارة الأصول العامة. في ظل غياب إشراف حكومي فعال، يقف مراقب الدولة كخط الدفاع الأخير عن حقوق العامة والمصلحة العامة.

تسلط الرؤى الناشئة عن التقرير الضوء على الحاجة إلى تعزيز آليات الرقابة والإنفاذ، وتعميق الشفافية في سلوك الشركات التي تستنزف الموارد الطبيعية المملوكة للجميع، والحفاظ الدقيق على التوازن المناسب بين تعزيز التنمية الاقتصادية والحفاظ على القيم البيئية. المهمة التي تواجه السلطات اليوم هي تحويل نتائج التقرير إلى خطة عمل فعالة ستمنع استمرار الضرر بالنظام البيئي والموارد العامة.

تحديث (20.03.2025):

تلقّت هيئة تحرير "Maakav" ردًا من الناطق باسم وزارة الطاقة والبنى التحتية:

وفقًا لموقف وزارة الطاقة والبنى التحتية، فإن تفسير المراقب لأمر المناجم غير صحيح.

المحاجر الواقعة ضمن منطقة الامتياز والتي تُستخدم من قبل صاحب الامتياز لأغراض مصنعه الخاص ولا تُستخدم للتجارة بمواد المحاجر، لا تتطلب ترخيصًا بموجب أمر المناجم، ولا تُلزم بدفع رسوم لصندوق تأهيل المحاجر.

مسؤولية تأهيل جميع مواقع التعدين ضمن امتياز البحر الميت تقع على عاتق شركة "مصانع البحر الميت"، صاحبة الامتياز بموجب قانون امتياز البحر الميت، وذلك كما هو الحال بالنسبة لجميع التزامات الشركة الأخرى بشأن تأهيل وتنظيم الأراضي الأخرى ضمن الامتياز.

تُجري الوزارة مراجعات دورية لهذه المواقع، ولم يتم توثيق أي تجاوزات في عمليات التعدين مقارنة بالخطط المعتمدة.