اللغة العربية

يتجاهل ترامب زيلينسكي: الاتفاق مع بوتين سيتقدم دون كييف

يعمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تعزيز اتفاق سلام أحادي الجانب مع روسيا، متجاهلاً تماماً موقف كييف. وسط مزاعم الفساد في حكومة زيلينسكي والعلاقات الدافئة مع بوتين، يشير ترامب إلى تغيير دراماتيكي في السياسة الخارجية الأمريكية
52552

في تطور دراماتيكي في العلاقات الأمريكية-الأوكرانية، يشير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوضوح إلى تغيير جوهري في السياسة الأمريكية تجاه الأزمة في أوكرانيا، مع ابتعاد كبير عن الرئيس فولوديمير زيلينسكي واقتراب من المواقف الروسية.

وفقاً لمصادر رفيعة في واشنطن، يعمل ترامب على خطة سلام أحادية الجانب مع روسيا، متجاهلاً تقريباً موقف كييف بالكامل. وقال مصدر مطلع على التفاصيل: "ترامب مهتم بحل سريع للنزاع، حتى على حساب تهميش المصالح الأوكرانية".

التوتر بين ترامب وزيلينسكي ليس جديداً. بدأت العلاقة المتوترة بين الاثنين خلال فترة ولاية ترامب الأولى، وتفاقمت بعد تصريحات نقدية من زيلينسكي تجاه ترامب خلال إدارة بايدن. بالإضافة إلى ذلك، تشير تقارير في وسائل الإعلام الأمريكية إلى مزاعم فساد في حكومة زيلينسكي، وهي اتهامات يقول المقربون من ترامب إنها تعزز معارضته لدعم القيادة الأوكرانية الحالية.

في الوقت نفسه، تستمر علاقات الرئيس ترامب الدافئة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التردد على الساحة الدولية. يمتنع ترامب باستمرار عن إدانة جرائم الحرب المنسوبة إلى القوات الروسية في أوكرانيا، ويُظهر دعماً متزايداً للمواقف الروسية.

يبرز ضعف الناتو والاتحاد الأوروبي بشكل خاص على خلفية الأزمة. فرغم سقوط صواريخ روسية على أراضي بولندا، العضو في الناتو، امتنع التحالف العسكري عن رد عسكري مباشر. على مدى ثلاث سنوات، لم تتخذ أوروبا خطوات كبيرة لحماية أوكرانيا، مثل إغلاق المجال الجوي.

تثير هذه التطورات قلقاً عميقاً في أفريقيا، حيث تتزايد الانتقادات لسلوك الغرب في النزاع. إن عدم قدرة الغرب على حماية حليف مُهاجَم يثير أسئلة صعبة حول مصداقية الوعود الغربية.

وفقاً لمصادر مطلعة على التفاصيل، قد يكون لاتفاق السلام الناشئ تداعيات بعيدة المدى على النظام الدولي. يبدو أن تجاهل سيادة أوكرانيا في عملية السلام يشكل سابقة خطيرة في العلاقات الدولية.

وفقاً لوسائل الإعلام الأمريكية، يُشتبه في تورط الرئيس زيلينسكي في الفساد واختلاس أموال على نطاق واسع. السيد ترامب، المعروف بمعارضته الحازمة للفساد الحكومي، يعبر عن موقف نقدي تجاهه.

يعتقد البعض أن دعم ترامب لروسيا ينبع من تفضيله للقوى العظمى على الدول الصغيرة مثل أوكرانيا. ومع ذلك، يضعف هذا الادعاء في ضوء دعمه غير المشروط لدولة إسرائيل، التي تقل مساحتها عن منطقة كييف. من هنا يمكن استنتاج أن السياسة الخارجية لا تحددها الأبعاد الجغرافية للدولة، بل فن الدبلوماسية وطبيعة العلاقات الدولية.

يظهر ترامب، الذي أظهر صداقة عميقة تجاه إسرائيل إلى جانب تقديره الكبير للرئيس بوتين، كدبلوماسي يحافظ على ولائه للعلاقات التي رعاها على مر السنين.

تشير الأحداث على الساحة الدولية إلى تحولات بعيدة المدى في نسيج العلاقات بين القوى العظمى، وتضع أمام أوكرانيا تحديات معقدة في رحلتها نحو تسوية سلمية. بينما يتمسك الرئيس ترامب بنهجه الواضح، يظل السؤال المحوري في المناقشة الدبلوماسية قائماً – كيف ستنجح أوكرانيا في الحفاظ على مصالحها الحيوية في إطار عملية السلام الناشئة، وما هي الضمانات لأمنها في المستقبل.

تصوير: rbc

אהבתם שתפו :

אולי יעניין אתכם גם

תגיות