كييف، 16 أكتوبر 2024 – ألقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم خطاباً حاداً أمام البرلمان الأوكراني، عرض فيه "خطة النصر" لبلاده وهاجم بشدة روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين. اتهم زيلينسكي بوتين بإحباط كل جهود السلام ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل.
صرح زيلينسكي بحزم: "روسيا لا تسعى إلى سلام حقيقي. بوتين يريد الحرب فقط". وأضاف: "علينا تغيير الظروف حتى تنتهي الحرب، بغض النظر عن رغبات بوتين".
أكد الرئيس الأوكراني أن بلاده قدمت "صيغة للسلام" منذ عامين وعقدت قمم سلام ناجحة. لكنه قال إن "روسيا لا تزال تتهرب من الدبلوماسية الصادقة وتضع الإنذارات".
عرض زيلينسكي "خطة النصر" الأوكرانية، والتي قال إنها تهدف إلى "الجسر نحو قمة السلام الثانية، بهدف إنهاء الحرب". وأعرب عن أمله في أنه إذا حظيت الخطة بدعم دولي، فسيكون من الممكن إنهاء الحرب بحلول نهاية العام المقبل.
حذر الرئيس الأوكراني قائلاً: "إذا لم نقوى نحن وشركاؤنا الآن، فإن بوتين سيزداد قوة بشكل كبير في العام المقبل لتأجيل الدبلوماسية إلى الأبد". وشدد على أن "روسيا يجب أن تخسر. هذا ليس تجميداً للوضع، وليس تجارة بالسيادة. علينا تنفيذ خطة النصر وإجبار روسيا على المشاركة في قمة السلام".
تؤكد مصادر سياسية في أوكرانيا أن العالم ينسى أن الناس يموتون في أوكرانيا كل دقيقة، وأن حرباً شرسة تدور في وسط أوروبا أودت بحياة نحو مليون شخص من الجانبين. كما يعربون عن قلقهم العميق إزاء التقارير عن شراء روسيا لمليون صاروخ من كوريا الشمالية، ويتهمون الولايات المتحدة وأوروبا بالتخلي عن أوكرانيا وعدم توفير الأسلحة كما وعدوا.
يحذر مسؤولون أمنيون في أوكرانيا من أنه إذا فاز بوتين في أوكرانيا، فقد تكون الدول التالية في الصف هي بولندا وليتوانيا وإستونيا. ويدعون المجتمع الدولي إلى زيادة دعمه لأوكرانيا وممارسة المزيد من الضغط على روسيا.
يقدر الخبراء العسكريون أن الوضع على الجبهة لا يزال متوتراً، مع معارك عنيفة تجري في عدة مناطق. ويؤكدون على أهمية المساعدة العسكرية الغربية للدفاع عن أوكرانيا ويحذرون من احتمال تصعيد إضافي من جانب روسيا.
في الوقت نفسه، تواصل منظمات حقوق الإنسان توثيق جرائم الحرب المزعومة التي ارتكبتها القوات الروسية، وتدعو المجتمع الدولي إلى ضمان محاكمة المسؤولين.
يشير خطاب زيلينسكي وتقديم "خطة النصر" إلى مرحلة جديدة في نضال أوكرانيا من أجل استقلالها وسلامتها الإقليمية. والآن ينتظر العالم ليرى كيف سيستجيب المجتمع الدولي لدعوة زيلينسكي العاجلة للعمل، وما إذا كان من الممكن بالفعل إنهاء الحرب الدامية في المستقبل القريب.