بقلم ديم أمور
قبل ساعات قليلة نشر وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس على شبكة إكس رسالة قصيرة لكنها حادة: "طهران تحترق". جاءت الرسالة في أعقاب الهجمات الإسرائيلية الناجحة على أهداف إيرانية.
وفقاً لتقارير بي بي سي من قبل حوالي 45 دقيقة، أطلقت إيران في ساعات الليل موجة جديدة من الصواريخ نحو إسرائيل، بينما نفذ سلاح الجو الإسرائيلي هجمات فعالة على أهداف في طهران. أطلقت إيران 100 صاروخ في إطار الموجة الثانية من عملية "الوعد الصادق 3"، وأعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو هاجم أهدافاً عسكرية في طهران، مع اعتراض محترف للصواريخ التي أُطلقت من إيران.
تكشف الهجمات الإسرائيلية عن الفجوات التكنولوجية والعملياتية بين إسرائيل وإيران. بينما تُظهر إسرائيل قدرات متقدمة في الهجوم الدقيق والدفاع الجوي، تكافح إيران للرد بفعالية. الوضع في طهران يشهد على نجاح العملية الإسرائيلية.
شهادات قدمها مواطنون إيرانيون لبي بي سي تكشف الثمن الباهظ الذي يدفعه الشعب الإيراني نتيجة سياسة النظام المتطرف.
امرأة من طهران وصفت الخوف السائد في العاصمة: "لم أستطع النوم لليلتين. كنت وحيدة في المنزل. خلال هاتين الليلتين مررت بلحظات صعبة جداً. تذكرت طفولتي، عندما كنت في الخامسة أو السادسة، تذكرت القصف والاختباء في الملاجئ. الفرق أنه في ذلك الوقت، على الأقل عندما كان هناك هجوم، كنا نسمع صفارات الإنذار أو نتلقى تحذيرات مسبقة. اليوم، أثناء القصف أو الهجمات الجوية، لا توجد صفارات إنذار ولا تحذيرات".
في تتمة كلامها أضافت المرأة بحزن: "نحن نعيش في مجتمع حيث أول فكرة تخطر ببالي كامرأة – حتى عندما أكون مرتدية ملابس مريحة في المنزل – هي أنني لا أملك الشجاعة للجري خارجاً وقت القصف. في مثل هذه اللحظة، أول شيء أُفكر فيه هو: ماذا سأرتدي؟".
امرأة أخرى وصفت شعور اليأس: "أعتقد أن جميع الناس في إيران، خاصة في طهران – وأنا من بينهم – يحاولون البقاء في المنزل بسبب الضغط النفسي والتوتر الذي نعيش فيه، خاصة من أجل أطفالنا. جميعنا فكرنا في الانتقال إلى مدن أصغر أو قرى، إلى أي مكان يمكننا الوصول إليه، لكن كل واحد منا لديه أحباء لا يستطيعون المغادرة – ونحن نفكر فيهم".
ساكنة أخرى انتقدت النظام الإيراني: "هذا المزيج من المشاعر والتجارب التي نمر بها ببساطة غير عادل تجاه أي واحد منا، شعب إيران. حقيقة أننا لا نستطيع فعل شيء، وأن الشعور هو شعور بالشلل – هذا أمر مقلق وصعب جداً. نشعر بالحزن لأن قادة بلدنا لا يهتمون بأي واحد منا، ولا بحياتنا – وجميعنا نحاول النجاة من هذه الأيام بخوف وتعب وضغط نفسي هائل".
تعكس الشهادات الفجوة بين الشعب الإيراني والنظام المتطرف الذي يحكمه. بينما يعاني المواطنون من السياسة العدوانية للنظام، تُضطر إسرائيل للدفاع عن نفسها ضد تهديدات وجودية. تُثبت العملية الإسرائيلية أن إسرائيل لن تتسامح مع التهديدات لأمنها وحياة مواطنيها.
تُضطر إسرائيل للقتال من أجل مستقبلها في مواجهة نظام إيراني متطرف يسعى وراء أسلحة نووية. في إسرائيل حدث ضرر، لكن في إيران الضرر أكثر خطورة وشدة. السؤال المطروح هو لماذا يستمر النظام الإيراني في جر شعبه إلى حرب عقيمة ضد دولة متقدمة وقوية مثل إسرائيل، بدلاً من الاهتمام برفاهية مواطنيه وأمنهم.
إعلان وزير الدفاع كاتس الحاسم "طهران تحترق" يعكس العزم الإسرائيلي على الدفاع عن الدولة ومواطنيها. تُثبت إسرائيل مرة أخرى أنها لن تتردد في التحرك بكل القوة المطلوبة لإحباط التهديدات لوجودها، مع إظهار تفوق تكنولوجي وعملياتي واضح على خصومها في المنطقة.
صورة من صفحة إسرائيل كاتس على فيسبوك، وصور من طهران (BBC)، وفقًا للبند 27(أ) من قانون حقوق النشر