ديم عمور
نشر عضو الكنيست أحمد الطيبي في 24.05.2025 سلسلة من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أثارت ردود فعل عاصفة، عندما تطرق إلى حادثة في خان يونس بغزة وحادثة في قرية بروقين في محافظة سلفيت بمصطلحات حادة.
في منشوره الأول كتب الطيبي: "تسعة أطفال من عائلة النجار من خان يونس احترقوا أحياء. كل كلمة حارقة. الباقون يكافحون من أجل حياتهم. القلب يتفتت أمام القسوة. من أرسل القنبلة، من ضغط على الزناد، من أعطى الأمر – جميعهم شركاء، حتى أولئك الذين يصمتون. جريمة حرب مروعة. مصيرهم أن يتعفنوا وراء القضبان. العالم يجب أن يستيقظ لوقف هذه الحرب الإجرامية".
المنشور، الذي رافقته صورة، يشير بصراحة إلى نشاط جيش الدفاع الإسرائيلي في غزة ويقدم العمليات العسكرية كـ"جريمة حرب"، مع دعوة لاعتقال المتورطين فيها "مصيرهم أن يتعفنوا وراء القضبان". الطيبي يشير أيضاً إلى "الصامتين" كشركاء فيما يسميه جريمة حرب.
في منشور آخر على شبكة X (تويتر سابقاً)، نشر الطيبي: "يحرقون البيوت كهواية نهاية الأسبوع"، مشاركاً منشوراً لمنظمة تسمى "ناظرون للاحتلال في العيون". المنشور الأصلي يصف حادثة في قرية بروقين في محافظة سلفيت ويقدم رواية مفادها أن "عشرات الإرهابيين اليهود اقتحموا القرية وأحرقوا بيوت ومركبات فلسطينية".
المنشور المشارك يتضمن الادعاءات: "مجتمع متحضر لا يحرق القرى كهواية. الليلة الماضية. بروقين، بروقين، محافظة سلفيت. عشرات الإرهابيين اليهود اقتحموا القرية وأحرقوا بيوت ومركبات فلسطينية. الجيش نظر من الجانب. لا اعتقالات. هوايتهم عقيدتهم. روتين الاحتلال".
من خلال مشاركة المنشور، يتماهى الطيبي مع المحتوى الذي يشير إلى اليهود كـ"إرهابيين" ويقدم الحالة كجزء مما يسميه "روتين الاحتلال". المشاركة تثير آثاراً قانونية في سياق قانون القذف، حيث أن مشاركة محتوى من هذا النوع قد تعتبر مخالفة للقانون.
منشورات الطيبي تُنشر في وقت يكون فيه النقاش العام حول الحرب في غزة ووضع الأمن في المنطقة في أوجه. عضو الكنيست، الذي يخدم كممثل للجمهور العربي في إسرائيل، يتخذ موقفاً متطرفاً ضد السياسة الإسرائيلية وأعمال الجيش.
تجدر الإشارة إلى أن الطيبي لم ينشر منشورات مماثلة في حدتها بخصوص أحداث السابع من أكتوبر، التي قُتل فيها أكثر من 1,200 إسرائيلي في هجوم حماس، أو بخصوص النشاط الإرهابي الذي تقوم به المنظمة. هذه الحقيقة تثير أسئلة حول التوازن في النقد الذي يوجهه للأطراف المختلفة في الصراع.
المنشورات تثير جدلاً كبيراً في الجمهور الإسرائيلي. من جهة، هناك من يرون فيها تعبيراً عن حرية التعبير الديمقراطية وحق عضو الكنيست في التعبير عن موقف نقدي تجاه سياسة الحكومة. من جهة أخرى، هناك من يدعون أن المنشورات تتجاوز حدود النقد المشروع وتدخل في مجال التحريض.
الطيبي، الذي يُعد من قدامى الكنيست الإسرائيلي، معروف بمواقفه النقدية تجاه السياسة الإسرائيلية في القضايا المتعلقة بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. في الماضي نشر منشورات وألقى خطابات تحظى باهتمام عام كبير، لكن المنشورات الحالية تُعتبر متطرفة بشكل خاص في النبرة والمضمون.
السؤال القانوني الذي يطرحه المنشورات يتعلق بحدود حرية التعبير للمنتخبين العامين. بينما يتمتع أعضاء الكنيست بحصانة برلمانية في الكنيست، فإن المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي ليست محمية بنفس الدرجة. قانون القذف وأحكام أخرى في القانون الجنائي قد تنطبق على محتوى من هذا النوع.
عضو الكنيست أحمد الطيبي يحرض ضد دولة إسرائيل وضد الشعب اليهودي، وليس واضحاً لماذا تمتنع لجنة الأخلاق في الكنيست عن البحث في هذا الأمر.
من المناسب التعبير عن نقد مشروع دون تجاوز مجالات التحريض أو الإضرار بأمن الدولة.
منشورات الطيبي متوقع أن تستمر في حمل طابع تحريضي ومسيء، والسؤال المطروح هو ما إذا كانت ستُتخذ ضده إجراءات رسمية – سواء من قبل لجنة الأخلاق في الكنيست أو من قبل سلطات القانون.
حتى اليوم، تستمر المنشورات في إثارة ردود فعل حادة سواء من قبل شخصيات عامة أو من قبل مواطنين خاصين، وتشكل نقطة خلاف إضافية في المشهد السياسي الإسرائيلي المستقطب.
الصورة: من الصفحة الرسمية على فيسبوك لعضو الكنيست أحمد الطيبي، وفقاً للمادة 27أ من قانون حقوق المؤلف