بقلم: ديم أمور
سقط صباح اليوم صاروخ أُطلق من اليمن في منطقة مطار بن غوريون، مما أدى إلى إلغاء عشرات الرحلات وإلحاق ضرر اقتصادي كبير بدولة إسرائيل. يُبرز الحدث فشل منظومة الدفاع الإسرائيلية في التعامل مع تهديد الحوثيين من اليمن، وذلك رغم الوعود المتكررة من الحكومة بمعالجة القضية.
أدى السقوط في بن غوريون إلى اضطرابات واسعة في حركة الطيران الدولية، حيث أُلغيت عشرات الرحلات وتكبد النظام الاقتصادي الإسرائيلي ضربة قاسية. إن حقيقة أن صاروخاً من اليمن، وهي دولة تعاني من نقص أساسي في الغذاء والاحتياجات الحيوية، ينجح في الوصول وإصابة أهم مركز اقتصادي ومواصلات في إسرائيل، تثير تساؤلات صعبة حول القدرات الدفاعية للدولة.
بينما تتعامل الدولة مع الحدث الأمني الخطير، ينشغل أعضاء الكنيست بمناقشات حول رفع رواتب المسؤولين المنتخبين وتقسيم منصب المستشارة القانونية للحكومة. تبرز الفجوة بين انشغالات النظام السياسي والاحتياجات الأمنية والاقتصادية العاجلة للدولة بشكل خاص في ضوء الأحداث الأمنية المستمرة.
علقت عضو الكنيست ميراف ميخائيلي على هذه الفجوة بحدة على شبكة التواصل الاجتماعي X: "بماذا انشغلت دولة إسرائيل هذا الصباح: جنديان آخران من الجيش الإسرائيلي قُتلا في جنوب قطاع غزة، إضراب في نظام التعليم، صاروخ حوثي ينفجر في مطار بن غوريون وعشرات الآلاف من جنود الاحتياط يُستدعون لأيام خدمة إضافية. بماذا انشغلت حكومة إسرائيل هذا الصباح: تقسيم منصب المستشارة القانونية ورفع الرواتب للمسؤولين والمسؤولات المنتخبين. لا شك أننا سننتصر معهم".
في الواقع، تضرر الطيران الإسرائيلي مرات عديدة نتيجة للتهديدات من اليمن، لكن الحكومة تمتنع عن اتخاذ إجراء حاسم ضد الحوثيين، بينما تنتظر موافقات ودعماً أمريكياً. يثير الاعتماد المطلق على الولايات المتحدة في هذه القضية شكوكاً حول الاستقلالية الاستراتيجية لإسرائيل.
بالتوازي مع الحدث الأمني، يبقى نظام التعليم مشلولاً بسبب أزمة رواتب المعلمين. عبرت عضو الكنيست ليمور سون هار ملخ عن قلقها بشأن التخفيضات في التعليم: "التعليم في إسرائيل ليس المكان للتقليص. هناك ما يكفي من الدهون الزائدة، هناك ما يكفي من الميزانيات المنتفخة في أماكن أخرى. لكن في التعليم؟ يجب ألا نمس هذا. أطفالنا لا يجب أن يدفعوا ثمن التخفيضات". تجدر الإشارة إلى أن عضو الكنيست سون هار ملخ لم تتطرق إلى زيادة راتبها هي.
علق وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع منظمات المعلمين: "أنا سعيد لأن يافا بن دافيد ووزير التعليم أفاقا، ودخلا في مفاوضات سريعة بحيث سيتم تطبيق تجميد الرواتب في القطاع العام بالاتفاق أيضاً على المعلمين. كما أشرت طوال الطريق، كان التخفيض من الراتب الصافي غير ضروري وكان هذا موقفنا طوال المفاوضات. من الجيد أن المنطق انتصر".
بالإضافة إلى ذلك، تطرق سموتريتش إلى موضوع مساواة الرواتب في القطاع العام: "نؤيد مساواة الرواتب – نحو الأسفل فقط. أمرت بدعم الاقتراح بشرط واحد واضح فقط: لن يكون هناك أي رفع للرواتب – لا لرئيس الوزراء، لا للوزراء، لا لأعضاء الكنيست ولا لأي مسؤول عام". مع ذلك، لم يتطرق سموتريتش إطلاقاً إلى الحدث الأمني الخطير الذي وقع في الصباح.
اختارت عضو الكنيست تالي غوتليب التعليق على نشر خبر السقوط: "من هو المهزوم الذي يوافق على نشر خبر الإصابة في مطار بن غوريون؟؟ أي سردية يخدم هذا غير إضعاف وإلحاق الضرر بصمود الدولة. لماذا يوجد الرقيب العسكري صاحب الصلاحية المعنية؟".
تجدر الإشارة إلى أن هذا المشهد يوضح الفجوة المتزايدة بين التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه دولة إسرائيل وبين جدول أعمال الساحة السياسية. بينما تخترق الصواريخ الباليستية من اليمن المنطقة المركزية، ويسقط المقاتلون في معارك قطاع غزة، ويُستدعى عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لخدمة إضافية – ينغمس المجلس التشريعي في مناقشات حول زيادات الرواتب والإصلاحات الهيكلية في النظام القضائي.
يثير الفشل المستمر في التعامل مع التهديد من اليمن تساؤلات حول سياسة الأمن الإسرائيلية، خاصة في ضوء حقيقة أن دولة فقيرة مثل اليمن تنجح في إنتاج وإطلاق صواريخ بعيدة المدى تهدد إسرائيل، بينما إسرائيل نفسها لا تستخدم قدرات مماثلة ضد اليمن.
توضح تطورات اليوم الفجوة المتزايدة بين أولويات الحكومة والواقع القاسي الذي يعيشه المواطنون. بينما يتعامل الجمهور مع تهديدات أمنية مستمرة، وأزمة اقتصادية متفاقمة، وشلل في نظام التعليم، يفضل ممثلوهم المنتخبون الانشغال بتحسين شروط توظيفهم ورفاهيتهم الشخصية.
الصورة: للاستخدام وفقاً للمادة 27أ من قانون حقوق المؤلف