ديم أمور
في خضم يوم الهولوكوست، بينما تنحني إسرائيل احتراماً لذكرى ستة ملايين يهودي قُتلوا، اختار عضو الكنيست أحمد الطيبي نشر منشورات تحريضية على شبكة X الاجتماعية، مما يثير أسئلة خطيرة حول حدود الخطاب السياسي في الدولة.
نشر الطيبي منشوراً حاداً وصف فيه الوزير إيتمار بن غفير بأنه "إرهابي مدان" وادعى أن "الحكومة كهانية بالكامل". وكتب في المنشور الصريح: "تحديداً اليوم يجب أن نقول: بتسلئيل سموتريتش هو الوزير الأكثر تأثيراً ووجهة نظره هي السائدة في حكومة إسرائيل 2025، شباب التلال هم المجموعة الأكثر دعماً من قبل الحكومة، الصهيونية الدينية هي تجسيد للصهيونية المعاصرة اليوم، بن غفير، الإرهابي المدان، هو عضو في المجلس الوزاري والحكومة كهانية بالكامل".
اختيار التوقيت، تحديداً في يوم الهولوكوست، يُنظر إليه كاستفزاز متعمد ومؤذٍ. هذا السلوك يثير تساؤلات حول احترام الطيبي لمؤسسات الدولة والمدونات الأخلاقية المتوقعة من ممثلي الجمهور.
لم يكتفِ الطيبي بذلك، بل أضاف المزيد من الوقود إلى النار عندما نشر مقطع فيديو يزعم أنه يظهر فتاتين في قطاع غزة تأكلان الخبز. وكتب في منشور مرفق: "مع شريحة خبز مصنوعة من طحين ملوث وقليل من الفلفل الأحمر، تحاول آية وأختها تخفيف الجوع ليوم آخر في غزة – تحت حصار خانق وحظر على المساعدات، حيث الطعام قليل والبقاء على قيد الحياة يصبح أصعب. آية وأختها وشريحة خبز متعفن. مع ابتسامة".
لكن الفيديو يثير العديد من علامات الاستفهام. لا توجد تفاصيل حول هوية المصور أو موقع التصوير أو ظروفه، مما يعزز الشكوك حول مصداقيته. من المحتمل أن يكون المحتوى مفبركاً بهدف إثارة رد فعل عاطفي وخلق تحريض. علاوة على ذلك، من المعروف أن حوالي 90٪ من سكان غزة يعبرون عن مواقف عدائية تجاه إسرائيل، وهي حقيقة تتطلب التعامل بحذر مع المحتوى القادم من المنطقة.
من المهم الإشارة إلى أن تناول الخبز أو البيتا هو سلوك طبيعي للأطفال في كل مكان، بما في ذلك إسرائيل. إن عرض هذا الفعل اليومي كدليل على الضائقة الشديدة يثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء النشر.
بينما يحاول الطيبي إثارة الشفقة تجاه هاتين الفتاتين، فإنه يتجاهل الواقع المعقد في قطاع غزة وحقيقة أن العديد من الأطفال الإسرائيليين قُتلوا بوحشية في 7 أكتوبر ولن يكون لهم أي مستقبل. التناقض بين عرض فتيات يأكلن الخبز ومصير الأطفال الإسرائيليين الذين قُتلوا هو صارخ بشكل خاص.
سلوك الطيبي يثير أسئلة ثقيلة حول دور أعضاء الكنيست والمسؤولية الملقاة على عاتقهم. هل هناك حد للتحريض والاستفزاز؟ هل يتم تطبيق قواعد أخلاقيات الكنيست بشكل متساوٍ؟ وهل اختيار التوقيت – يوم الهولوكوست – هو عرضي أم متعمد لتعظيم الإيذاء؟
في حين أن حرية التعبير هي قيمة أساسية في الديمقراطية الإسرائيلية، فإن تصريحات الطيبي التحريضية والمثيرة للغضب تشكل تحدياً كبيراً للتسامح الديمقراطي. خاصة عندما تأتي من ممثل منتخب، من المفترض أن يكون مثالاً للاحترام المتبادل والخطاب المحترم.
الاستفزاز المتعمد من قبل الطيبي في يوم الهولوكوست يؤكد الحاجة إلى خطاب عام أكثر مسؤولية، خاصة في الوقت الحالي من التوتر والأزمة. ربما حان الوقت لإعادة النظر في قواعد الأخلاق المطبقة على أعضاء الكنيست والتأكد من تنفيذها بشكل فعال، لمنع إساءة استخدام المنصة العامة للتحريض والانقسام.
ملاحظة: تتمنى هيئة "متابعة" للفتيات الظاهرات في الفيديو الذي نشره النائب الطيبي، اللواتي يأكلن الخبز في قطاع غزة، مستقبلاً آمناً ومهنة ناجحة في مجال التمثيل، على أمل أيام أفضل في منطقتنا.
الصورة من الصفحة الرسمية للنائب أحمد الطيبي على فيسبوك، وفقاً للمادة 27أ من قانون حقوق التأليف والنشر