بقلم ديم آمور
وفقًا لتقارير في صحيفة "التلغراف" البريطانية ووسائل إعلام دولية أخرى، تضع إدارة ترامب هذا الأسبوع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام خيار صعب: التوقيع على ما يسمى "اتفاق سلام" أو المخاطرة بفقدان الدعم الأمريكي للجهود المبذولة لإنهاء النزاع.
الخطة، التي سيتم عرضها قريبًا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قبل المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، تتضمن ثمانية بنود رئيسية تغير بشكل كبير الخريطة الجيوسياسية في المنطقة.
ضمن الخطة، سيُطلب من أوكرانيا التخلي رسميًا عن شبه جزيرة القرم، حيث ستعترف الولايات المتحدة بها رسميًا كأرض روسية. لن تتمكن أوكرانيا من الانضمام إلى حلف الناتو، على الرغم من أنها ستحتفظ بإمكانية التفاوض على انضمام مستقبلي للاتحاد الأوروبي.
وفقًا للمخطط، سيتم وقف جميع أعمال القتال على طول خط الجبهة الحالي بالكامل، مما يعني ترك حوالي 19.5٪ من الأراضي السيادية الأوكرانية تحت السيطرة الروسية. في الوقت نفسه، سترفع الولايات المتحدة جميع العقوبات المفروضة على روسيا، وهي خطوة من المتوقع أن تضخ رأس مال ضخم في الاقتصاد الروسي وتسمح له بالتعافي من الأزمة الاقتصادية التي واجهها.
بند مهم آخر يتعلق بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية، التي تقع حاليًا تحت الاحتلال الروسي. وفقًا للخطة، ستنتقل المحطة إلى السيطرة الأمريكية وسيكون هناك تعاون في مجال الطاقة بين الولايات المتحدة وروسيا، على الرغم من أن المحطة تنتمي رسميًا إلى أوكرانيا.
كما تنص الخطة على إجراء مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا، لكن الولايات المتحدة لن تقدم ضمانات أمنية لأوكرانيا. بدلاً من ذلك، سيُطلب من الدول الأوروبية التواصل مع الأوكرانيين بشأن زيادة المساعدة الأمنية. بالإضافة إلى ذلك، ستوقع الولايات المتحدة وأوكرانيا اتفاقية بشأن المعادن.
عُقد اجتماع مهم حول هذا الموضوع اليوم في لندن، بمشاركة مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين وبريطانيين رفيعي المستوى، الذين ناقشوا على ما يبدو تفاصيل الخطة. وقد أوضح الرئيس زيلينسكي بالفعل في السابق أن شبه جزيرة القرم هي أرض أوكرانية ذات سيادة، وأن بلاده لا تنوي التخلي عنها في إطار أي اتفاق.
يشير المراقبون الدوليون إلى أن الخطة المقترحة تتطلب تنازلات كبيرة من أوكرانيا، في حين أن روسيا ليست مطالبة بالتخلي عن أي شيء وحتى تتلقى سلسلة من المزايا المهمة. من المتوقع أن يكون رفع العقوبات الأمريكية ذا قيمة اقتصادية هائلة لروسيا ويسمح لها بالتعافي من الأزمة الاقتصادية التي واجهتها نتيجة الحرب.
يدعي المحللون السياسيون أن ترامب يحاول تحقيق إنجاز دبلوماسي سريع في شكل "إنهاء الحرب"، لكنه يتجاهل العواقب طويلة المدى لمثل هذا الاتفاق. يحذر خبراء العلاقات الدولية من أن الاستسلام للمطالب الروسية قد يرسل إشارة ضعف ويدعو إلى نزاعات إضافية في المستقبل.
من المهم ملاحظة أن الخطة لم يتم تقديمها رسميًا بعد، ولم يستجب بوتين لها علنًا، على الرغم من أنه وفقًا للتقارير الدولية، تعكس الخطة إلى حد كبير المصالح الروسية، ولذلك من المرجح أن يستقبلها بشكل إيجابي.
تأتي هذه الخطوة في وقت حساس بشكل خاص، حيث تواجه أوكرانيا تحديات كبيرة في ساحة المعركة ونقصًا متزايدًا في الإمدادات العسكرية والدعم الدولي. من المتوقع أن تكون الأيام القادمة حاسمة في تحديد مستقبل النزاع ومستقبل أوكرانيا كدولة ذات سيادة.
صورة: من "التلغراف"، وفقًا للمادة 27أ من قانون حقوق النشر.