اليوم، قبل حوالي ست ساعات، أثار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عاصفة عامة عندما نشر على شبكة إكس (تويتر سابقاً) اتهامات خطيرة للغاية ضد رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، وضد المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهراف ميارا. في المنشور الدرامي، كشف نتنياهو معلومات تفيد بوجود "تسجيلات صادمة إضافية" توثق ما يبدو أنه ابتزاز وتهديد من نائب رئيس القسم اليهودي في الشاباك ضد ضابط الشرطة أفيشاي موعلم.
في بيانه، أوضح نتنياهو أن موعلم رفض تنفيذ "اعتقالات زائفة" لمواطنين إسرائيليين، كما طلب منه رئيس القسم اليهودي في الشاباك حسب ادعائه. بعد رفضه، يدعي نتنياهو، تم اعتقال موعلم فجأة بتهمة الفساد، وذلك بموافقة المستشارة القانونية للحكومة.
"هذا دليل إضافي على السلوك الفاسد للقسم اليهودي في الشاباك تحت قيادة رونين بار، بالتعاون الكامل مع المستشارة القانونية للحكومة"، كتب رئيس الوزراء. في متابعة البيان، أضاف نتنياهو اتهاماً خطيراً بشكل خاص بأن رونين بار وغالي بهراف ميارا، اللذين يقيمان حسب أقواله "علاقة طويلة الأمد"، "لفقا قضية" ضد ضابط الشرطة موعلم، والآن "يعملان معاً لمنع إقالة بار".
في المنشور، دعا نتنياهو إلى وقف فوري لما أسماه "التحقيقات السياسية". كما هاجم أداء رئيس الشاباك في أحداث 7 أكتوبر قائلاً إن رونين بار "فشل فشلاً ذريعاً في السابع من أكتوبر وفقد منذ ذلك الحين ثقة الحكومة بأكملها". في الختام، طالب نتنياهو بأن على بار "أن يتوقف عن التحصن في منصبه وأن يترك مكانه فوراً".
تأتي هذه الاتهامات من رئيس الوزراء على خلفية توتر مستمر بين مكتب رئيس الوزراء وقادة نظام إنفاذ القانون والأجهزة الأمنية. بين مؤيدي نتنياهو، تعزز الاتهامات الادعاء بأن هناك سلوكاً غير لائق في هذه الأنظمة، بينما يرى معارضوه ذلك استمراراً لنهج الإضرار بمؤسسات الدولة.
تجدر الإشارة إلى أن التسجيلات التي أشار إليها نتنياهو لم تنشر حتى الآن، وليس من الواضح ما هو محتواها الدقيق. لم يرد جهاز الشاباك ولا وزارة العدل رسمياً حتى الآن على الاتهامات الشديدة التي أثيرت اليوم.
في ظل هجمات رئيس الوزراء نتنياهو الحادة على رئيس الشاباك والمستشارة القانونية للحكومة، يحوم سؤال جوهري بين الجمهور الإسرائيلي حول مسؤولية نتنياهو الرسمية نفسه، إذ إنه هو من وضع في أيدي هؤلاء المسؤولين صلاحياتهم الواسعة. ومع ذلك، يؤكد مؤيدو رئيس الوزراء أن اتخاذ خطوات متأخرة أفضل من عدم اتخاذ أي إجراء على الإطلاق.
تعمق القضية المشحونة التي كشفت للعلن الانقسام في النسيج السياسي الإسرائيلي، في هذا الوقت المليء بالتوترات، في ظل العملية العسكرية المستمرة والواقع الأمني المعقد. تشهد هذه الأحداث على الشرخ العميق السائد بين رئيس الوزراء وقادة الأذرع الأمنية والنظام القضائي في الدولة.
خلال الساعات والأيام القادمة، من المتوقع أن تشتد الضجة العامة حول هذه القضية بشكل أكبر، حيث قد يرد جميع الأطراف المعنية على الاتهامات الثقيلة التي وجهها رئيس الوزراء مؤخراً.
المصدر: شبكة إكس، بنيامين نتنياهو