تم اكتشاف حالة خطيرة من الفشل في نظام الفحص والتعرف في مطار بن غوريون هذا الأسبوع، عندما وجدت مسافرة كانت تنوي السفر إلى برشلونة نفسها تهبط في روما، دون أن يدرك أحد من طاقم الأرض أو طاقم الطائرة هذا الخطأ الجسيم.
وقع الحادث يوم الثلاثاء (25.3.25)، عندما صعدت مسافرة من شركة الطيران "بلو بيرد" التي كان من المفترض أن تطير من مطار بن غوريون إلى مطار "إل برات" في برشلونة، بالخطأ على رحلة إلى مطار ليوناردو دافنشي-فيوميتشينو في روما. والمقلق بشكل خاص هو أن بطاقة الصعود الصادرة للمسافرة للرحلة إلى برشلونة، فتحت بوابة الصعود للرحلة المتجهة إلى روما لنفس شركة الطيران، والتي غادرت في وقت قريب – حيث غادرت الرحلة إلى برشلونة في الساعة 11:25، بينما غادرت الرحلة إلى روما قبل عشر دقائق، في الساعة 11:15.
وقال ابن المسافرة لـ"باسبورت نيوز": "حجزنا تذكرة الطيران لوالدتي من تل أبيب إلى برشلونة. قمت بتسجيل وصولها بنفسي مساء أمس. رأيت بالتأكيد أن الرحلة كانت إلى برشلونة. أرسلت لها بطاقة الصعود. وصلت إلى المطار في الوقت المطلوب. وفي مكتب تسجيل الوصول، أعطوها بوابة المغادرة 1E. صعدت إلى الطائرة عندما أعلنوا أن الصعود قد بدأ – ولدهشتها هبطت في روما".
ولإكمال الصورة القاتمة، لم يتم تحميل حقيبة المسافرة على أي من الرحلتين وبقيت في إسرائيل – مما يدل على ارتباك إضافي في نظام معالجة الأمتعة.
يثير هذا الحادث الاستثنائي أسئلة خطيرة حول تدابير الأمن والتعرف في مطار بن غوريون: كيف يمكن لبطاقة صعود (بوردينغ باس) مخصصة لرحلة واحدة أن تنجح في فتح بوابات رحلة أخرى تماماً؟ هل هذه حالة معزولة أم أنها إخفاق منهجي يمكن أن يؤثر على مسافرين آخرين؟ وماذا عن التداعيات الأمنية لمثل هذه الحالة، حتى لو كانت المسافرة قد خضعت للفحص الأمني مسبقاً؟
سارعت شركة الطيران "بلو بيرد" إلى التنصل من المسؤولية وألقت باللوم على شركة خدمات الأرض: "إنه خطأ بشري ليس من جانبنا، بل من شركة خدمات الأرض. نحن نحقق معهم في الحادث وسنعزز الإجراءات لضمان عدم تكرار هذه الحالة".
جاء رد مختصر من سلطة المطارات: "سيتم فحص التعرف الخاطئ على المسافرين من قبل شركة الطيران". ويبدو أن السلطة توجه أصابع الاتهام أيضاً نحو شركة الطيران.
وردت شركة خدمات الأرض QAS، المسؤولة عن إجراءات تسجيل الوصول وإصعاد المسافرين إلى الطائرة، قائلة: "نحن نلتزم بإجراءات واضحة وصارمة. في ضوء هذا الحادث الاستثنائي، سنجري تحقيقاً شاملاً ومكثفاً لفهم ملابسات القضية وضمان عدم تكرار حالة مماثلة في المستقبل".
من المفترض أن تمنع أنظمة المراقبة في المطارات الدولية مثل هذه الحالات، وحقيقة أن مسافرة تمكنت من الصعود إلى رحلة خاطئة دون أن يدرك أحد ذلك – ليس عند مسح بطاقة الصعود، ولا من قبل طاقم الأرض عند دخول الطائرة، ولا حتى من قبل طاقم الرحلة أنفسهم الذين لم يتحققوا من تطابق عدد الركاب – تشير إلى فشل منهجي خطير.
علاوة على ذلك، يثير الحادث تساؤلات حول أمن المعلومات لأنظمة التشغيل في مطار بن غوريون، حيث لا ينبغي لبطاقة الصعود أن تفتح بوابات لرحلات أخرى. قد يشير ذلك إلى مشكلة أساسية في نظام مسح البطاقات أو في الواجهة بين الأنظمة المختلفة العاملة في المطار.
المخاوف الأكبر هي أنه إذا كانت البطاقة قادرة على فتح بوابات لرحلات أخرى، فقد يكون هناك موقف يمكن فيه للمسافر الذي سجل وصوله لرحلة معينة أن يصعد إلى رحلة أخرى دون أن يتم التعرف على ذلك – مما يشكل مخاطر أمنية كبيرة.
في أعقاب هذا الحادث، ينبغي للمسافرين اتخاذ احتياطات إضافية: عليهم فحص تفاصيل الرحلة المعروضة على لوحات المعلومات عند بوابة الصعود بعناية، وعدم الاعتماد فقط على رقم البوابة المعطى لهم. يجب عليهم التأكد من أن الوجهة المعروضة عند البوابة هي بالفعل المكان الذي يرغبون في الوصول إليه، وألا يترددوا في التوجه إلى أفراد الطاقم للتأكد من أنهم يصعدون إلى الطائرة الصحيحة.
في هذه الأثناء، المرأة التي وجدت نفسها في بلد غريب، مختلف عن ذلك الذي كانت ترغب في البقاء فيه، اضطرت للتعامل مع إقامة غير متوقعة في إيطاليا، بينما بقيت ممتلكاتها في إسرائيل. امتنعت شركة الطيران عن توضيح ما إذا كانت ستقدم تعويضاً للمسافرة عن هذا الخطأ الجسيم وكيفية ذلك.
لا تزال القضية قيد التحقيق الدقيق من قبل السلطات المختصة، ويبدو أن هناك حاجة إلى تحقيقات معمقة وتغييرات جوهرية في إجراءات العمل لضمان عدم تكرار مثل هذه الحالات في المستقبل. لا شك أن أنظمة الرقابة والتعرف في مطار بن غوريون قد فشلت في هذه الحالة، وبدون تحسن كبير، قد يجد مسافرون آخرون أنفسهم، مثل المسافرة المذكورة، في بلد مختلف تماماً عن ذلك الذي قصدوا السفر إليه.