من خلال توثيق شامل أجرته هيئة تحرير "متابعة"، تم الكشف عن سياسة منهجية للمحال التجارية في المجمع الطبي لإخفاء الأسعار الخاضعة للرقابة عن أعين الجمهور. المثال الأبرز هو سعر فنجان القهوة، الذي تم تحديده بـ 8 شواقل فقط ضمن إطار الرقابة، لكنه يُباع فعلياً بسعر مضاعف يصل إلى 16 شيكل. على الرغم من أن التعليمات تلزم المحال التجارية بتوفير المنتجات بالسعر الخاضع للرقابة لكل من يطلبها، فإن غياب اللافتات البارزة والإعلان المناسب يترك معظم زوار المجمع غير مدركين لهذا الحق.
خلال توثيق النتائج، وقع حادث خطير أكد خطورة الوضع في المجمع الطبي. إحدى موظفات المقهى، وبسلوك عنيف وغير منضبط، اعتدت على الصحفي الموثق وتسببت في ضرر كبير لمعدات التصوير. هذا الحادث المؤسف، الذي تم توثيقه بالكامل، يثير تساؤلات مقلقة حول طبيعة الرقابة على الموظفين في مؤسسة طبية تخدم فئة ضعيفة تشمل المرضى وكبار السن والمرضى في حالات ضعف مختلفة.
رداً على توجه هيئة التحرير، أفاد المركز الطبي إيخيلوف بأن الموظفة المتورطة قد تم فصلها من منصبها. كما أفاد بأن "جميع أصحاب الامتياز العاملين في مجمع المستشفى ملزمون بتقديم المنتجات بأسعار خاضعة للرقابة وملزمون بعرض الأسعار بشكل شفاف". ووعد المستشفى بتوضيح الإجراءات مع أصحاب الامتياز والتأكد من عرض الأسعار كما هو مطلوب.
بلدية تل أبيب، المسؤولة عن منح تراخيص الأعمال، أحالت إلى موقع البلدية بشأن معايير منح التراخيص، ونقلت مسؤولية الرد على موضوع الاعتداء إلى المتحدث باسم المستشفى. وزارة الصحة من جانبها نقلت مسؤولية الرد إلى المستشفى، بحجة أن الموضوع يتعلق بسياسة المؤسسة الطبية.
هذا الحادث الخطير يثير شكوكاً كبيرة حول فعالية آليات الإنفاذ والرقابة في نظام الصحة العامة، ويوضح الفجوة العميقة بين الالتزامات التعاقدية للمحال التجارية وسلوكها الفعلي. في حين أن الغرض من سياسة الأسعار الخاضعة للرقابة هو التخفيف على زوار المؤسسات الطبية، يبدو أن المعلومات الحيوية حول هذا الموضوع تظل مخفية عن أعين الجمهور.
في ضوء النتائج المقلقة، تتزايد الحاجة إلى تشديد نظام الرقابة من قبل إدارة المركز الطبي على أصحاب الامتياز العاملين في نطاقه، وزيادة الشفافية تجاه الزوار والمرضى. السؤال المركزي المتبقي هو ما إذا كان التزام المستشفى بتوضيح الإجراءات سيؤدي إلى تغيير ملموس في الميدان.
تجدر الإشارة إلى أن هذا النمط الإشكالي من السلوك قد يكون موجوداً في مؤسسات طبية أخرى في جميع أنحاء البلاد، ولا يقتصر بالضرورة على المركز الطبي إيخيلوف فقط. يؤكد هذا الحادث بشكل أكبر الحاجة إلى آليات شفافية ورقابة صارمة على الكيانات التجارية العاملة في المؤسسات العامة، خاصة عندما يتعلق الأمر بتقديم الخدمات للسكان في حالات الضعف.