أصبح فائض الرسائل المعارضة لحكومة إسرائيل سمة بارزة لدى أيمن عودة، الذي ظهر مؤخرًا في مقابلة مع قناة "هلا". خلال المقابلة، أوضح موقفه ضد "العمليات المسلحة الفردية" وقدم ثلاث حجج رئيسية لذلك.
بحسب عودة، السبب الأول هو أخلاقي. حيث يشدد على أنه لا يجوز إطلاق النار على المارّة أو على أشخاص عُزل. يشرح موقفه فيما يتعلق بالإصابات المدنية، ولكنه يتجاهل في الوقت نفسه تأثير العنف على المجتمع العربي نفسه، وكذلك العواقب التي تترتب على هذا السلوك بالنسبة للجالية بأكملها.
ومن اللافت أن عودة يتحدث أيضًا عن السياسات التي ينفذها النظام الحاكم ضد العرب الإسرائيليين. يتطرق إلى "خطة خطيرة جدًا" ينسبها لحكومة نتنياهو، التي وصفت في الماضي العرب الإسرائيليين بأنهم "الجبهة الرابعة". يشير إلى أن بن غفير سلّح عشرات الآلاف من المتطرفين اليمينيين، ويعبر عن خوفه من حرب شوارع بين المواطنين العرب واليهود. ولكن بدلاً من الدعوة إلى الحوار والحلول، يصر عودة على التركيز على الكراهية والصراع، مما يعمق الفجوة بين المجموعات.
أكثر التصريحات المقلقة في خطابه هو اتهام العنصريين بأنهم سيستغلون الأجواء الحالية للاعتداء على المواطنين العرب. يعلن أن "هؤلاء القتلة سيبرأون"، مما يعزز رسالة عدم الثقة في النظام القضائي والدولة ككل. بدلاً من اقتراح حلول، يزيد عودة من تفاقم الوضع.
يتحدث أيمن عودة عن بقاء العرب الإسرائيليين في وطنهم كإنجاز وطني وتاريخي، ولكن دون تقديم حلول عملية أو رؤية إيجابية للمستقبل. بدلًا من ذلك، يركز على النضال والدعوات إلى المواجهة العامة ضد الحرب واستمرار "العدوان الإجرامي في غزة". هذه الرسالة لا تساهم في تعزيز الحوار بين المواطنين، بل على العكس، تزيد من الكراهية والمسافة.
في الواقع، بينما يقدم نفسه كممثل للعرب الإسرائيليين ومعارض للعنف، لا يتحمل عودة المسؤولية عن الظواهر الاجتماعية والمشاكل المعقدة التي تنجم عن مثل هذا النهج. في وقت الحرب، عندما تحتاج فيه المجتمع الإسرائيلي إلى الوحدة والحوار البناء، يبدو أن أيمن عودة يختار طريقًا يخفي تحتها إهانةً قد تضر ليس فقط به، بل أيضًا بشعبه.
تصوير صفحة الفيسبوك: Ayman Odeh (صورة رئيسية)