وفقًا لتقديرات المخابرات، يدرس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعميق تورطه في الشرق الأوسط من خلال دعم جماعة الحوثي المدعومة من إيران. قد تشكل هذه الخطوة تصعيدًا كبيرًا في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، والتي ركزت حتى الآن بشكل أساسي على الساحة الأوكرانية.
أرسل قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي مؤخرًا رسالة تحذير إلى وزير الدفاع لويد أوستن، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية الحالية ضد الحوثيين لا تردعهم عن مواصلة هجماتهم على السفن في البحر الأحمر. ونتيجة لذلك، يدرس البيت الأبيض زيادة قوة الرد الأمريكي.
ردًا على التهديد المتنامي، بدأت الولايات المتحدة جهودًا دبلوماسية من خلال دولة ثالثة في محاولة لإقناع بوتين بعدم الانضمام إلى إيران في تسليح الحوثيين. في الوقت نفسه، طُلب من القيادة المركزية الأمريكية إعداد قائمة موسعة بالأهداف المحتملة في اليمن، بما في ذلك القادة البارزين في جماعة الحوثي.
يزعم مسؤولون في الإدارة الأمريكية أنه كان من الممكن اتخاذ إجراءات أكثر شمولاً لحماية الشحن التجاري، مثل مهاجمة مستودعات الأسلحة الكبيرة واختيار أهداف ذات إمكانية أكبر لإلحاق ضرر كبير بالمنظمة. ومع ذلك، يبدو أن الإدارة قد امتنعت حتى الآن عن التصعيد الدراماتيكي.
تثير التطورات الأخيرة قلق خبراء الأمن، حيث تشير إلى تقارب إضافي بين روسيا والمحور الإيراني. لقد عززت موسكو بالفعل علاقاتها مع كوريا الشمالية وإيران، وتلقت وعودًا بالمساعدة من الصين لتعزيز الصناعة الدفاعية الروسية.
في حين أن الكرملين لم يرد رسميًا بعد على التقارير، يقدر الدبلوماسيون أن روسيا قد ترى في تسليح الحوثيين وسيلة للضغط على الغرب وطريقة لتوسيع نفوذها في المنطقة. من ناحية أخرى، ترى إسرائيل والولايات المتحدة في هذا التطور تهديدًا محتملاً لاستقرار المنطقة وحرية الملاحة في ممرات البحر الأحمر.
مع تصاعد التوتر، يبدو أن الساحة الدولية تواجه تحديات جديدة. يبقى السؤال الرئيسي: هل سيختار بوتين حقًا أن يسير على خطى زعيم حزب الله، حسن نصرالله، ويصبح لاعبًا مهمًا آخر في الساحة الشرق أوسطية؟