اللغة العربية

مرسيدس تدفع: نصف مليون في دعوى تلوث الهواء

أصحاب السيارات سيحصلون على تحديثات برمجية مجانية، الشركة ستدفع أكثر من نصف مليون شيكل على الرغم من الادعاءات بوجود 'نقاط ضعف' في الدعوى
mercedes-benz

وافقت المحكمة على تسوية في دعوى جماعية ضد مرسيدس-بنز وشركة كلموبيل، المستورد الإسرائيلي، بزعم تركيب مكون يزور بيانات انبعاثات الملوثات في الاختبارات. وقد اكتسبت التسوية قوة الحكم، وبموجبها ستوفر الشركات تحديثات برمجية مجانية للسيارات المؤهلة، بهدف تحسين أنظمة التحكم في الانبعاثات.

تم تقديم الدعوى في فبراير 2019 (ملف رقم 56447-02-19)، وادعت أن مرسيدس والمستورد قاما بتركيب مكون في السيارات يزور بيانات انبعاثات الملوثات في الاختبارات الرسمية. وفقاً للادعاءات، فإن التزوير المزعوم أدى إلى زيادة تلوث الهواء، وارتفاع استهلاك الوقود، وانخفاض قيمة السيارات وتسبب بضيق نفسي لأصحاب السيارات.

في قرارها، حددت المحكمة أنه رغم أن القضية تعاني من نقاط ضعف كبيرة، إلا أن التسوية عادلة ومعقولة في ظل الظروف القائمة. من بين نقاط الضعف التي أشارت إليها المحكمة: الاعتماد بشكل رئيسي على مقالات صحفية ومصادر غير مقبولة كأدلة، وغياب آراء خبراء تقنيين في مجال هندسة السيارات، وعدم وجود أدلة مباشرة على وجود المكون المزور في طرازات مرسيدس المستوردة إلى إسرائيل.

على ما يبدو أن حقيقة مهمة أثرت على قرار المحكمة هي أن مرسيدس وكلموبيل بدأتا بتوفير تحديثات البرمجيات منذ سبتمبر 2018، أي قبل حوالي خمسة أشهر من تقديم الدعوى. في ضوء ذلك، قررت المحكمة أن المساهمة الرئيسية للدعوى والتسوية كانت في تنظيم آلية إخطار المستهلكين من خلال إرسال رسائل SMS، وليس في تقديم المنفعة نفسها.

تشمل المنفعة الممنوحة في إطار التسوية تحديثات برمجية مجانية للسيارات المؤهلة، مماثلة لتلك المقدمة في ألمانيا، لتحسين أنظمة التحكم في الانبعاثات. اعترفت المحكمة بفائدة التسوية، التي تضمن استمرار تقديم تحديثات البرمجيات مجاناً لفترة محددة وتنظم طريقة تقديم الإشعارات للمستهلكين.

في قرار استثنائي، قررت المحكمة تخفيض أتعاب المحامين بشكل كبير من 780,000 شيكل إلى 500,000 شيكل، والمكافأة لمقدم الطلب من 20,000 شيكل إلى 10,000 شيكل. السبب الرئيسي للتخفيض، وفقاً للمحكمة، هو ضعف سبب الدعوى وحقيقة أن المنفعة قُدمت بالفعل قبل تقديم الدعوى. تم تحويل الفرق البالغ 290,000 شيكل إلى صندوق لتوزيع الأموال المحكوم بها كتعويض في الدعاوى الجماعية.

أكدت المحكمة أن الأمر يتعلق بـ "توازن القوى" – من ناحية سبب دعوى يعاني من نقاط ضعف كبيرة، ومن ناحية أخرى منفعة ذات فائدة كبيرة يصعب تقييمها. في ظل هذه الظروف، فضلت المحكمة إنهاء النزاع بتسوية، لكنها عبرت عن ضعف الدعوى من خلال تخفيض الأتعاب والمكافأة.

هناك قضايا معقدة ومتعددة الأوجه فيما يتعلق بالتفاعلات بين إجراءات الدعاوى الجماعية والمبادرات الطوعية التي تتخذها الشركات قبل رفع الإجراءات القانونية. في الظروف الحالية، كانت حقيقة أن مرسيدس وكلموبيل قد بدأتا بالفعل في تنفيذ تحديثات البرمجيات قبل رفع الدعوى عاملاً حاسماً في اعتبارات المحكمة، وأثرت بشكل كبير على تحديد مقدار المكافأة الممنوحة للمدعي الممثل ومحاميه.

وفقاً للاتفاقية، سيتلقى أصحاب السيارات المؤهلون رسائل SMS تدعوهم للذهاب إلى ورش معتمدة لإجراء تحديث البرمجيات مجاناً. من المفترض أن يحسن التحديث أنظمة التحكم في الانبعاثات في السيارة، وبالتالي يقلل من انبعاث الملوثات ويحسن أداء السيارة.

إن قرار المحكمة بالموافقة على التسوية، رغم نقاط الضعف الكبيرة في الدعوى، يعكس توازناً دقيقاً بين مصلحة حماية الجمهور من الممارسات المزعومة غير المشروعة من قبل مصنعي السيارات، والاعتراف بأنه عندما تتخذ الشركات خطوات لإصلاح المشكلة بمبادرة منها، ينبغي أخذ ذلك في الاعتبار.

ومع ذلك، فإن القرار بالموافقة على التسوية رغم هذه النقاط الضعيفة يشير إلى اعتراف بأهمية الموضوع والتأثير الإيجابي المحتمل للتسوية على جودة البيئة ورفاهية أصحاب السيارات، حتى لو لم تكن الأسباب القانونية قوية بما فيه الكفاية.

من المتوقع أن يتلقى أصحاب سيارات مرسيدس المؤهلون للمنفعة قريباً رسائل تدعوهم لإجراء تحديث البرمجيات. نظراً لأن هذا التحديث قد تم تنفيذه بالفعل منذ سبتمبر 2018، يمكن افتراض أن بعض أصحاب السيارات قد قاموا بالفعل بإجرائه. ومع ذلك، تضمن التسوية أن جميع أصحاب السيارات المؤهلين سيتلقون إشعاراً منظماً وفرصة لإجراء التحديث مجاناً.

بشكل عام، تؤكد القضية على أهمية الدعاوى الجماعية كأداة لحماية المستهلكين، حتى عندما تعاني الدعوى نفسها من نقاط ضعف في الأدلة. التسوية التي تمت الموافقة عليها، رغم قيودها، توفر إطاراً واضحاً لإبلاغ المستهلكين وتقديم المنفعة، وبالتالي، فهي تحقق على الأقل جزءاً من أهداف الدعوى الجماعية.

في قرارها، أكدت المحكمة أيضاً على أهمية التوازن بين المصالح المختلفة: من ناحية، ضمان حصول المستهلكين على منفعة كبيرة، ومن ناحية أخرى، تجنب وضع تحصل فيه دعاوى ضعيفة من حيث الأدلة على مكافآت مرتفعة للغاية، مما قد يشجع على تقديم دعاوى كيدية.

من منظور أوسع، تسلط القضية الضوء على ضرورة الشفافية الكاملة من قبل مصنعي السيارات فيما يتعلق بالأداء البيئي لمنتجاتهم، وأهمية الرقابة التنظيمية الفعالة في هذا المجال. تثير القضية تساؤلات حول الحاجة إلى تعزيز آليات إثبات مثل هذه المطالبات في المجال القانوني الإسرائيلي، وخاصة في إتاحة الخبرة التقنية للمدعين المحتملين.

تمنح تسوية الدعوى المرفوعة ضد مرسيدس وكلموبيل منفعة كبيرة لأصحاب السيارات المؤهلين لها، على الرغم من نقاط الضعف في الأدلة الكامنة في الدعوى نفسها.

إن القرار بالموافقة على التسوية، مع تخفيض الأتعاب والمكافأة، يعكس توازناً دقيقاً بين المصالح المتعارضة والتعقيد الكامن في الدعاوى الجماعية في قطاع النقل. سيتلقى أصحاب سيارات مرسيدس المؤهلون للمنفعة في المستقبل القريب إشعاراً يدعوهم لتطبيق تحديث البرمجيات مجاناً، ضمن ترتيب يضمن الشفافية والوصول المعزز لتحسين أداء السيارة وتقليل بصمتها البيئية.

إنه حكم صادر عن المحكمة المركزية في إسرائيل

تصوير لـMercedes-Benz